نظم معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أمس، ندوة علمية بعنوان: «المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب والتطرف والمبادرة الدولية لخادم الحرمين الشريفين في هذا المجال»، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من المملكة وإندونيسيا وعدد من أساتذة جامعاتها وطلابها. اشتملت على ثلاث جلسات علمية، تناولت جهود خادم الحرمين الشريفين في نشر قيم الاعتدال الديني والثقافي، مواجهة التطرف بشقيه: (الغلو والجفاء)، ومكافحة الإرهاب والتطرف واتجاهات الإرهاب وسماتها ومواجهتها من خلال خطابات خادم الحرمين الشريفين، والمنطلقات الدينية والحضارية التي انطلق منها في موقفه من الإرهاب. ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتبادل المعرفي والتواصل الدولي الدكتور محمد بن سعيد العلم أوضح أن خادم الحرمين الشريفين حقق العديد من الأعمال النبيلة في دعم الأمن والسلم العالميين وترسيخ ثقافة الحوار والتسامح بين أتباع الديانات والثقافات، لتعزيز العلاقات الدولية بين الأمم والشعوب، فضلا عن مسيرته الحافلة في تحقيق المنجزات المادية والمعنوية من محاربة للإرهاب بشتى صوره وأشكاله، مضيفا أن خادم الحرمين الشريفين وضع العالم أمام حقيقة مهمة تكمن في ضرورة مكافحة الإرهاب وعدم الانجراف وراء شعاراته المزيفة حتى ينعم العالم بالأمن والاستقرار والسلام، وذلك في كلمته التي وجهها في شهر أغسطس الماضي، حينما دعا قادة الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتعاضد والوقوف صفا واحدا وسدا منيعا ضد الإرهاب بكل أشكاله وأصنافه واستغلال الدين لمصالح دنيوية وسياسية. أهمية دور الإعلام من جانبه، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا مصطفى المبارك أهمية دور الإعلام في توضيح صورة الدين الإسلامي الذي ينبذ الإرهاب ويدعو للتسامح، مبرزا جهود المملكة في مواجهة التطرف والإرهاب العالمي، والدفاع عن مكانة الإسلام. خصال غنية لخادم الحرمين الشريفين بدوره، أفاد أستاذ الإعلام في جامعة الإمام الدكتور عبدالله الحمود أن لخادم الحرمين الشريفين خصالا غنية في أبعادها وخصائصها، جذبت العديد من الخبراء والباحثين والمحللين لدراستها والتعرف على مكوناتها الذاتية والرسمية، وتعرفوا على السمات الخاصة له من خلال التحليل الموضوعي للكلمات والخطب التي ألقاها في عدد من المناسبات الوطنية والإقليمية والعالمية التي أكدت اهتمامه بكل ما يفيد الخير للأمة ويزرع الخير بين شعوب العالم، مشيرا إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز من القيادات العالمية القليلة التي أتيح لها هذا الثراء في الخبرة والتجربة والدراية بأحوال الناس وشؤونهم، والمعرفة المتجذرة بالمجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المتحكمة في نشوء الأحداث وتطورها في المجتمع الإنساني، والوقوف على تعقيدات القضايا السياسية للعديد من الدول والأنظمة السياسية والجماعات والأحزاب والأفراد. وتطرق عميد كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور الصامل لعدد من منطلقات المعالجة التي ارتكزت على البعد الفكري والديني، مستعرضا جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في تصديها للإرهاب، ومن ذلك ما قامت به وزارة الداخلية من معالجات أمنية وفكرية، إضافة للبعد السياسي الذي تمثل فيه المملكة مركزا مهما عربيا وإسلاميا ودوليا، وهو البعد الذي وظفته المملكة في حربها على الإرهاب، والمحافظة على النسيج الاجتماعي للبلاد وتماسكه. إعادة تأهيل المتأثرين بالفكر المتطرف أما عميد شؤون المعاهد في الخارج الدكتور عبدالله بن حضيض السلمي، فقد أبرز جهود المملكة في معالجة قضية الإرهاب، مبينا أنها معالجة اعتمدت على ثلاثة أبعاد رئيسة: الفهم للقضية وأبعادها، التحليل الشمولي والعميق والعلاج المناسب، وسار الحل الأمني بالتوازي مع برامج إعادة تأهيل المتأثرين بالفكر المتطرف نفسيا واجتماعيا من خلال مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة الذي استطاع أن يحقق نتائج إيجابية أسهمت بشكل واضح في الحد من انتشار وباء التطرف. ومن جهته، أشاد الدكتور أحمد شطاري برؤية خادم الحرمين الشريفين في التصدي لشتى مظاهر التطرف والعنف، ودعواته لإعلاء لغة السلام والحوار بين أبناء المجتمع الواحد وبين الأمم المختلفة، موضحا أنه صاحب مكانة رفيعة بين الأمم وله كلمة مسموعة، وهو الرجل القوي المبادر دائما لمواجهة القضايا المهمة، ولا سيما تلك التي تمس الأمتين العربية والإسلامية. الإسلام بريء من التطرف أما الدكتور مخلص حنفي، فقد أكد أن الإسلام بريء من كل عمل متطرف يهدد حياة الآخرين، مشيدا بخطوات خادم الحرمين الشريفين العالمية في توحيد وجهات النظر بين الشعوب والحكومات، فيما تناول الدكتور مأمون فندي المنطلقات الدينية والحضارية التي انطلق منها خادم الحرمين الشريفين في مواجهة الإرهاب، مشيرا لدعوته للعلماء بأن يقوموا بأدوارهم في توجيه الشباب من خلال تبيان الموقف الشرعي الصحيح، وكذلك مطالبته لقادة العالم بأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه شعوبهم وتحقيق مبادئ السلام. وحذر الدكتور صالح المحمود من الخطر الكبير للإرهاب، مبينا أن لخادم الحرمين الشريفين رؤيته الثاقبة في التصدي للإرهاب، ويضطلع بدور محوري على مستوى العالم بوصفه قائدا محنكا لدولة لها المكانة الدينية والثقل السياسي الكبير.
مشاركة :