أحالت النيابة العامة، المتهمين الأربعة فى القضية المعروفة إعلاميًا بـ"أطفال المريوطية" للمحاكمة الجنائية العاجلة، بعدما وجهت لهم اتهامات بالإهمال الذى تسبب فى وفاة الأطفال وعدم إبلاغ السلطات بواقعة وفاتهم وإلقاء الجثث دون دفنها بالطريقة الشرعية، والتزوير فى أوراق رسمية.وكشفت التحقيقات أن المتهمة الأولى "أماني. م"، 36 عاما، عاملة في فندق، وشهرتها منال، والدة الأطفال الثلاثة، محمد 5 سنوات أسامة 4 سنوات فارس سنتان، تركتهم في غرفة بشقة صديقتها المتهمة الثانية "سها. ع"، 38 سنة، تعمل في ملهى ليلي، والتي تقيم بها مع زوجها المتهم الثالث "محمد. إ"، 28 سنة، سائق توكتوك، بالإضافة إلى زوج المتهمة الأولى.أضافت التحقيقات أنه لدى عودة الأم فوجئت باحتراق الغرفة التي يوجد بها أبناؤها، فقررت التخلص من الجثث هربا من المساءلة القانونية، فوضعتهم في أكياس سوداء ولفتهم في ملاءات وسجاد وألقتهم على ترعة المريوطية باستخدام توك توك.وأقرت المتهمة الأولى في التحقيقات أنها هربت من بيت أهلها منذ 15 عاما، وجاءت للقاهرة، وتعددت علاقاتها مع الرجال، وأنجبت الثلاثة أطفال من رجال مختلفين، بعدها تزوجت من رجل بشبرامنت لكنها هربت منه بسبب معاملته السيئة، في تلك الأثناء تعرفت على "سها" المتهمة الثانية خلال عملها في ملهى ليلي، وعرضت الأخيرة عليها أن تقيم معها في شقتها هي وأولادها الثلاثة، فانتقلت بالفعل لتقيم معها.أضافت المتهمة، أنها اعتادت أن تغلق الغرفة على أطفالها قبل نزولها للعمل، بسبب "شقاوة" ابنها الأكبر محمد، وفي يوم الحادث خرجت للعمل مع صديقتها، وعادت في ظهيرة اليوم التالي، ليجدوا دخانا يتسرب من حلق باب الغرفة، وعند فتحها كانت الغرفة مليئة بالدخان والأطفال ميتون على أرضية الغرفة.أما المتهمة الثانية فأقرت بأنه لدى عودتها وصديقتها إلى الشقة ومشاهدة الأطفال قتلى، أخبرتها المتهمة الأولى بأنه ستواجه مشكلات كبيرة وستتعرض للحبس نتيجة الإهمال الذي أدى بأطفالها للموت حرقا، وأخبرتها أيضا أنها مشتركة معها في نفس الجريمة.تابعت المتهمة أنهم قرروا التخلص من الجثث هربا من المسئولية الجنائية، ووضعوا الجثث في أكياس سوداء، وبعدها لفوها بملاءات وبطاطين وسجاد، وحملت الأم كلا من نجليها محمد وأسامة، وحملت "سها" الطفل فارس، واستقلوا "توك توك" لمكان العثور على الجثث وألقوها هناك.كانت مناظرة المستشار أحمد عبد الفتاح لجثث الثلاثة أطفال والذين عثر عليهم الأهالي بمنطقة المريوطية، كشفت أن الضحايا هم رضيع وآخر لا يتجاوز عمره 3 سنوات والثالث يبلغ من العمر 5 سنوات تقريبا، وكلهم في حالة تعفن تام، اقتربت معه الجثث من التحلل، ولم يبد على أي منها آثار واضحة لكيفية الوفاة، إلا من اسمرار الجثث بشدة.وأضافت المناظرة أن الطبقة الخارجية للجانب الأيسر بجثة أكبر الأطفال كانت غير موجودة، فيما برزت أحشاء الطفل الثاني من جانبه الأيمن، أما الثالث، فقد خرجت أحشائه كاملة من منطقة البطن.وأفاد رجال الطب الشرعي النيابة العامة، بتقرير مبدئي جاء به أن الأطفال الثلاثة أولهم عمره سنة ونصف السنة والثاني سنتان والثالث لخمس سنوات ونصف السنة، وأن سبب الوفاة هو الحروق المنتشرة في أنحاء متفرقة من أجساد الأطفال، كما أنهم تعرضوا للاختناق، وأيضا تبين عدم وجود أي جروح قطعية بالجثث أو إصابات بالجثث.
مشاركة :