أني أؤمن أن الصداقة تعطي للحياة معنى أعمق في ظل عالم مليء بالمتغيرات يجعلنا نواجه العديد من التحديات والأزمات وعوامل تؤثر على ترابط الأصدقاء بعضها ببعض، وسوف أتطرق في هذا المقال بمفهوم الصداقة العالمي ومن مفهومها المحلي، أولاً: على المستوى العالمي يحتفل العالم يوم 30 يوليو من كل عام بيوم الصداقة، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2011م، يقف العالم لمواجهة الأزمات والتحديات التي تواجه شعوب العالم مثل الفقر والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من العوامل التي تعمل على تقويض السلام والأمن والتنمية والوئام الاجتماعي في العالم، ولمواجهتها لابد من معالجة أسبابها الجذرية من خلال تعزيز روح التضامن الإنساني المشترك والدفاع عنه، وتتخذ هذه الروح صوراً عدة أبسطها “الصداقة”. ويمكننا من خلال الصداقة تقوية الروابط والعلاقات والثقة لنسج شبكة الأمان التي من شأنها أن تحمينا جميعاً، واستشعار العاطفة اللازمة لعالم أفضل يتحد فيه الجميع ويعملون من أجل الخير العام، فاليوم العالمي للصداقة هو يوم يتم الاحتفاء فيه بالصداقة لإدراك جدواها وأهميتها بوصفها إحدى المشاعر النبِيلة والقيمة في حياة البشر في جمِيع أنحاء العالم، واضعةً في اعتبارها أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملاً ملهماً لجهود السلام، وتشكل فرصةً لبناء الجسور بين المجتمعات، ومواجهة وتحدي أي صور نمطيّة مغلُوطة والمُحافظة على الروابط الإنسانِيّة، واحترام التنوع الثقافي. ثانياً: الصداقة معدن ثمين وإن كانت عملة نادرة هذه الايام، لكن الصداقة بالنوعية وليست بالكم، فهو من يقف لجانبك في السراء والضراء دون الالتفات لمصالح ضيقة أو منافع رخيصة أو رغبة زائلة، لكنه يفعل ذلك وفاءًا ومحبةً واحتراما لك، ويبقى رفيق دربك سواء كنت واقفا أو عندما تتعثر، فهو كالحجارة الصلبة في موقفه لا كالثلج الذي يذوب في أول طلوع الشمس، الصديق الصادق تجده في الرخاء أمامك وأما المزيف سرعان ما يذوب في وقت الشدة، وبعضهم يتكاثرون عند أصحاب المناصب والكراسي الدوارة وسرعان ما ينسحبون عند أول هبة ريح، فتحسبه أن الصديق لم يعُد لوقت الضيق، الصداقة الحقيقية كالألماس وربما أثمن ووجوده نادر لكنه غالي الثمن، وما أكثر الأصدقاء حين تعدّهم لكنهم في النائبات قليل. وأخيراً…. لست من المتشائمين ولكن بعض الصداقات تتلاشى وتطغى عليها المصالح الضيقة، ومعظم الناس باتوا يتنازلون عن الكثير من مبادئهم للوصول لأهدافهم دون الالتفات لمصلحة غيرهم، وهذه نصيحة من القلب اخلص النية لله مع صديقك واترك عنك “أنا ومن بعدي الطوفان”. عبدالله الزبده ak.alzebdah@gmail.com
مشاركة :