بوصلة الشارقة.. إلى البرازيل

  • 8/1/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبو لوز لا تتوقف دورة العمل المنتظمة والعالمية لمشروع الشارقة الثقافي الذي أخذت رؤاه الدولية تتحقق على أرض ثقافات الشرق والغرب المركزية في العالم، وتمثلات هذا التحقق واضحة ومفصلة تماماً لكل مراقب ثقافي محلي أو عربي أو عالمي في إطار إنساني تنويري مركزه ثقافة الجمال والإبداع والفكر الحيوي والمشتركات الحضارية بين الدول والشعوب.. والإمارات تحمل في العمق روح هذه الثقافة.هذا جزء واحد فقط من هوية مشروع الشارقة الثقافي الذي كما قلنا قبل ذلك أكثر من مرة أن أعمدته الرئيسية هي الكتاب ومعارض الكتب وثقافة القراءة أولاً، وثانياً الفنون بكل مكوناتها الجمالية، وثالثاً فن المسرح وثقافته التأسيسية المجتمعية والجمالية أيضاً، ثم رابعاً التراث والثقافة الشعبية وربطهما بالمعاصرة؛ بل وفتح جسور عملية تواصلية مع تراثيات شعوب العالم التي تجد مشتركاتها الثقافية هنا في فعاليات إماراتية، وفي الشارقة التراثية..وخامساً إعلاء شأن ثقافة الشعر واحترام ديوان العرب واحترام لغته الأم.. اللغة العربية وتاريخها وجغرافياتها وهي في صميم مشروع الشارقة الثقافي.هذه مقدمة لا بد منها؛ بل، وتحضر دائماً هذه الأفكار عند مبادرات الشارقة ومشاركاتها في التظاهرات والمحافل الثقافية والعلمية والفنية في العالم، وفي الجوهر من هذه التظاهرات تحضر معارض الكتب الدولية الكبرى والتاريخية ذات الإرث الثقافي الذي تتحدث عنه أقلام أدبية وصحفية عريقة في العالم مثل معرض باريس الدولي للكتاب، ومعرض ساوباولو في البرازيل، وغيرهما من معارض كتب ذات أهمية ثقافية مرموقة في أمريكا والهند واليابان ومصر ولبنان والسعودية وغيرها من بلدان تحترم مؤسساتها الثقافية وتدعمها مادياً ومعنوياً لكي تواصل دورها الثقافي من خلال معارض الكتب وثقافة القراءة.قبل شهور كانت الشارقة ضيف شرف معرض باريس الدولي للكتاب، وكان جناح إمارة المعرفة والتنوير والأدب والفنون في المعرض موضع اهتمام الصحافة والإعلام وكتّاب العالم المعروفين بالموضوعية والنزاهة، وكانت بالفعل تظاهرة ثقافية إماراتية في قلب تظاهرة ثقافية عالمية في قلب باريس مدينة النور التي تقابلها بالفعل والحقيقة الشارقة مدينة التنوير.صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على رأس حيوية جناح الشارقة في معرض باريس الدولي للكتاب.. سموه يجلس أكثر من ساعتين في الجناح يستقبل الرئيس الفرنسي، ويصغي إلى هذا الشاعر، ويتحدث إلى ذاك الكاتب، فهذا مشروع سموه، وهذا رهانه الحضاري المعقود على كلمة قلبه: الثقافة. أكتب بفرح مستعيداً أيام الشارقة الثقافية في باريس؛ لأن ما يقابلها من فرح وحيوية وجمال وتفاعل حميم سوف يتحقق في البرازيل إحدى أهم دول الثقافة اللاتينية وقوس الكاريبي في أمريكا الجنوبية المشعة بلغتين دافئتين: البرتغالية والإسبانية.حقق مشروع الشارقة الثقافي تعايش الثقافة العربية واللغة العربية مع لغتين مركزيتين في العالم هما الإنجليزية والفرنسية من خلال رؤية هذا المشروع وبوصلته العالمية، واليوم.. تتجه بوصلة الشارقة الثقافية إلى أمريكا اللاتينية.. تحديداً البرازيل: بلد الرواية والشعر والمحصول الأحمر والكاكاو وكرة القدم. yabolouz@gmail.com

مشاركة :