الرياض - وكالات: قال حساب "معتقلي الرأي"، إن السلطات السعوديّة اعتقلت الداعية عبد العزيز الفوزان. وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال "معتقلي الرأي": "تأكد لنا أن السلطات السعودية اعتقلت الدكتور عبد العزيز الفوزان، أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، وذلك على خلفية التغريدة التي أبدى فيها رأيه بقمع المشايخ والدعاة، وحذر فيها من التطبيل". وقبل عشرة أيام، وتحديداً في الحادي والعشرين من يوليو، كتب الفوزان: "أحبتي في كل مكان، لا تنسوني من صالح دعواتكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله". وشنّ كتاب ليبراليون حملة تحريضية واسعة ضد الفوزان، بعد نشره تغريدات اعتبروها نقداً لنهج السعودية الجديد، الذي سمح للانفتاح بشكل غير مسبوق. وكان مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، سليمان أبا الخيل، هدد باتخاذ إجراء تأديبي ضد الفوزان - دون تسميته - بسبب تغريداته. ونقلت صحيفة "سبق" الإلكترونية عن أبا الخيل، قوله إن "أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة دخل في نقاشات خلافية،وتدخّل فيما لا يعنيه بدعوى النصح في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي أبعد ما يكون عن النصيحة الشرعيّة التي سار عليها سلفنا الصالح وعلماؤنا المحققون الأجلاء". وذكر أبا الخيل أن "مثل هذه الطرق المخالفة التي سلكها هذا الأستاذ - هدانا الله وإياه - قد تُستغلّ من المنتمين للفئة الضالة والخوارج والموالين، والمنتسبين لتنظيم جماعة الإخوان وأشياعهم وأضرابهم، وغيرهم من أعداء الدين والدولة والوطن". يذكر أن الفوزان حاصل على بكالوريوس من كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم، وماجستير ودكتوراه في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء، وعمل بشهادته في المعهد ذاته، الذي ترأس قسم الفقه فيه لسنوات. وإضافة إلى عضويته في مجلس هيئة حقوق الإنسان، والجمعيتين الفقهية والقضائية السعودية، ترأس الفوزان قسم الدراسات الإسلامية في معهد العلوم الإسلامية والعربية بواشنطن، وعين أستاذاً زائراً في كلية الحقوق بجامعة "هارفارد"، كما عين أستاذاً زائراً في جامعة نينغشيا في الصين الشعبيّة. وبعد ساعات من اعتقال السلطات السعودية الدكتور عبد العزيز الفوزان أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، تداول مغردون في السعودية مقطع فيديو لخطيب جامع الشيخ زايد الكبير بالإمارات وسيم يوسف وهو يتفاخر بتحريضه على سجن العلماء السعوديين ويبشر باعتقال الفوزان. وعلق حساب "نحو الحرية" على اعتقال الفوزان قائلاً "لمن لا يعلم فإن قرار اعتقاله صدر من أبو ظبي، فقد قال وسيم يوسف لمتصل سعودي قبل عدة أشهر "كل الذين أشير إليهم هنا في #أبو ظبي يتم اعتقالهم بالسعودية وعبد العزيز الفوزان قريباً سيتم اعتقاله." ولا تعد حادثة الفوزان هي الأولى من نوعها، فقد صدر حكم بالسجن خمس سنوات على الدكتور محمد الحضيف أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، بعد تحذيره مما أسماه الدور المشبوه الذي تمارسه الإمارات في السعودية، ثم اعتقلت الشاعر الراوي السعودي فواز الغسلان بسبب انتقاده سياسات الإمارات. كما اعتقلت السعودية الأمير عبد العزيز بن فهد نجل الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز في سبتمبر 2017، بعد نشره عدة تغريدات في يوليو من العام نفسه انتقد فيها ولي عهد أبو ظبي وسياسات الإمارات، وما زال مصيره مجهولاً منذ تلك اللحظة. ومنذ سيطرة ولي العهد على السلطة في السعودية، اعتقلت أجهزة الأمن العديد من العلماء والدعاة، ومن أبرزهم الشيخ سلمان العودة. وتتكتم المملكة على الاعتقالات وأسبابها، بيد أن معلومات مسرّبة تفيد بتعرّض العديد من المعتقلين لانتهاكات خطيرة تشمل التعذيب، لحملهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها أو التخلي عن مواقفهم المُنتقدة للسلطات... وسكاي لاين الدولية تندد باعتقاله ستوكهولم - الراية: ندّدت مؤسسة "سكاي لاين" الدوليّة أمس باعتقال السلطات السعودية الداعية السعودي عبد العزيز الفوزان على خلفية تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بتدخل دولي ضد تصاعد حملات اعتقال الرأي في المملكة. وقالت المؤسسة التي تتخذ من ستوكهولم مقراً لها في بيان صحفي، إن السلطات السعودية اعتقلت بشكل تعسفي وغير قانوني الداعية عبد العزيز الفوزان أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، بعد نشره تغريدة على "تويتر" ينتقد فيها "قمع المشايخ والدعاة". وأكدت المؤسسة أن اعتقال الداعية الفوزان تم من دون أي سند قانوني أو أي التزام بالإجراءات القضائية واجبة الاتباع ومن دون توجيه أي تهمة محدّدة بما يشكل انتهاكاً جديداً لحرية الرأي والتعبير وقمعاً للحريات في المملكة. واستهجنت المؤسسة الحقوقية مواصلة السلطات السعودية منذ سبتمبر من العام الماضي، شن حملة اعتقالات كبرى ضد "تيار الصحوة"، أكبر التيارات الدينية في البلاد، بحيث اعتقلت المئات من الأكاديميين والصحافيين والكتاب والشعراء ورجال الدين ونشطاء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان. وعبّرت عن القلق من تعرّض معتقلي الرأي في السعودية لظروف احتجاز مهينة وتعذيب ومحاكمات سرية في وقت لا تفصح فيه السلطات عن اتهامات محدّدة أو إبلاغ عائلات المعتقلين بأماكن احتجازهم وتمكينهم من لقاء محامٍ يُدافع عنهم.
مشاركة :