لم يكن البرازيلي أليسون ليصبح أغلى حارس في تاريخ كرة القدم لو لم يقتنع والداه بأنه سينحف ويكبر بما فيه الكفاية لتحقيق النجاح، وذلك بحسب ما كشف مدربه السابق دانيال بافان لصحيفة «ذي صن» البريطانية في عددها الصادر الثلاثاء. وكان الحارس البرازيلي البالغ 25 عامًا الذي انضم هذا الشهر إلى ليفربول الإنجليزي مقابل مبلغ قياسي قدره 67 مليون جنيه إسترليني (88 مليون دولار، 75 مليون يورو) من روما الإيطالي مولعًا للغاية بالبسكويت والمشروبات الغازية؛ وهو ما دفع والديه إلى السعي لإبعاده عن كرة القدم وإعادته إلى دراسته. وكشف بافان، مدرب حراس نادي إنترناسيونال، لصحيفة «ذي صن» أنه «في يوم من الأيام جاء والداه يبحثان عني، ظنًّا منهما أن لا مستقبل له في الرياضة، وأرادا إخراجه من كرة القدم». مضيفًا: «ظنا أن مستقبله سيكون أفضل إذا واصل دراسته، وأن عليه ترك النادي». وتابع: «لكني تمكنت من إقناعهما بأن أليسون سيواصل النمو للوصول إلى مرحلة النضوج بحسب عمره، وسيكون له مستقبل عظيم في الحراسة». كاشفًا أنه قال للوالدين إنه لا يجب عليهما القلق بشأن قصر قامته نسبيًّا في ذلك الوقت؛ لأنه سينمو بالتأكيد، ويصبح له حضور قوي في منطقة الجزاء. وكان بافان مصيبًا؛ لأن أليسون نما ليصل طوله إلى 1,93م، واضعًا خلفه «نضوجه البطيء في بدايته مقارنة مع الأولاد الآخرين؛ ما جعله حارسًا أقصر من الآخرين وأثقل وزنًا. هذا الأمر جعله في كثير من الأحيان محرومًا من مركز في التشكيلة الأساسية حتى في بعض الأحيان من الجلوس على مقاعد البدلاء». وأردف بافان: «وراثيًّا، كان أبطأ من الأولاد في عمره، لكنه تميز بحركات فنية مختلفة. ونحن راهنا منذ اللحظة الأولى على نموه. الحمد لله أنهما استمعا إلي. بعد عام كان قد نما 6,5 إنش (16,51 سنتم)». ويعد أليسون من الحالات النادرة في الكرة البرازيلية؛ إذ يتحدر من عائلة ميسورة من الطبقة الوسطى؛ فوالدته كانت وكيلة عقارية، فيما عمل والده في تجارة الأحذية والجلود، إلا أنه سعى بكل ما أمكن لإثبات نفسه في نادي إنترناسيونال الذي انضم إلى فرقه العمرية حين كان في الخامسة عشرة في طريقه لخوض أكثر من 100 مباراة بقميصه، قبل الانتقال إلى روما عام 2016 مقابل 7,5 مليون يورو. وأكد بافان أنه كان فخورًا جدًّا برؤية «تلميذه» بين خشبات المرمى البرازيلي في نهائيات كأس العالم 2018؛ إذ قدم أداء لافتًا، أقنع ليفربول بجعله أغلى حارس في تاريخ اللعبة. وتابع: «من بين الـ 13 عامًا التي قضاها في إنترناسيونال لعب تحت إشرافي ثمانية منها. كانت أعوام تعلُّم وتعليم في النواحي كافة. أعتقد أننا ساهمنا كثيرًا في أليسون بوصفه رياضيًّا ورجلاً ومواطنًا».
مشاركة :