مزدلفة أحد مناسك الحج وهذه سبب التسمية وحكم المبيت فيه

  • 8/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات، ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويجمعوا فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.والمبيت بمزدلفة واجب، من تركه فعليه دم، والمستحب الاقتداء برسول الله في المبيت إلى أن يُصبح، ثم يقف حتى يسفر، ولا بأس بتقديم الضعفاء والنساء، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس.ويعود سبب تسميتها بمزدلفة وفقا للعلماء والمؤرخين نظرا لنزول الناس بها في زلف الليل، وقيل أيضًا لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم، كما قيل إن السبب أن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعًا فيما سماها الله المشعر الحرام وذكرها في قوله: «فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ» سورة البقرة الآية 198.ويعد مشعر مزدلفة بكاملها موقفًا عدا وادي محسر، وهو موضع بين مزدلفة ومنى يسرع فيه الحجاج في مرورهم، حيث يحدها من الغرب ما يلي منى ضفة وادي مُحَسِر الشرقية «وهو وادٍ صغير يمر بين منى ومزدلفة، وهو ما يمر فيه الحاج على الطريق بين منى ومزدلفة»، فيكون الوادي فاصلا بينها وبين منى ويحدها من الشرق ما يلي عرفات مفيض المأزمين وهما جبلان بينهما طريق تؤدي إلى عرفات فيما يحدها من الشمال الجبل وهو ثبير النصع، ويقال له أيضا جبل مزدلفة.وحظي مشعر مزدلفة باهتمام كبير ومشروعات تطويرية من حكومة المملكة العربية السعودية على مر السنين في إطار تصدر خدمة الحرمين والمشاعر المقدسة اهتمامات ولاة الأمر حفظهم الله من أجل راحة ضيوف الرحمن وتسهيل حجهم ابتغاء مرضاة الله، حيث جاء في مقدمة ما قامت به الدولة، توسعة المشعر الحرام وتهيئة ساحات المبيت في مزدلفة للحجاج وتزويدها بكل ما هو مطلوب من الخدمات والمرافق الطبية والصحية والمياه النقية والطرق والإنارة ودورات المياه والاتصالات والتغذية والمراكز الإرشادية والأمنية وتنظيم أماكن المبيت فيه لتسهيل حركة المرور، إلى غير ذلك من خدمات.وتبلغ مساحتها الإجمالية 963 هكتارًا، يستفاد منها للحجاج 682 هكتارًا وفيها مسجد المشعر الحرام وهو المسجد الذي ورد ذكره في قول الله: «فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام»، وكان النبي ينزل عند قبلته والذي يقع في بداية مزدلفة على قارعة الطريق رقم (5) الذي يفصل بين التل والمسجد، ويبعد عن مسجد الخيف نحو (5) كيلومترات، وعن مسجد نمرة (7) كيلومترات.وكان في بداية القرن الثالث الهجري متواضع المساحة والبناء، ولم يكن مسقوفًا وله ستة أبواب، وفي العهد السعودي تمت توسعته وأصبح طوله من الشرق إلى الغرب (90 مترًا) وعرضه (56) مترًا، وبات يستوعب أكثر من (12) ألف مصلٍ، وله منارتان بارتفاع 32 مترًا، وله مداخل في الجهات الشرقية والشمالية والجنوبيةوأكدت دار الإفتاء المصرية، أن ترك المبيت في مزدلفة للحاج جائز شرعًا، وهو المعتمد جوازه في الفتوى في هذه الأزمان التي كثرت فيها أعداد الحجيج كثرة هائلة.واستندت دار الإفتاء في فتواها إلى أقوال العلماء بسنية المبيت بمزدلفة، وهو قول الإمام الشافعي، وأحمد، بينما يكتفي المالكية بإيجاب المكث فيها بقدر ما يحط الحاجُّ رحلة ويجمع المغرب والعشاء.وبينت أنه حتى على رأي الجمهور القائلين بوجوب المبيت فإنهم يسقطونه عند وجود العذر، ومن الأعذار حفظ النفس من الخطر أو توقعه، فيكون الزحام الشديد الذي عليه الحجُّ في زماننا والذي تحصل فيه الإصاباتُ والوفيات - سواء أكان حاصلًا للحاج في مكانه أم متوقَّعَ الحصول في المكان الذي سيذهب إليه- مرخِّصًا شرعيًّا في ترك المبيت في مزدلفة عند الموجبين له.وتابعت: "إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد رخص للرعاة عدم المبيت بمزدلفة من أجل رعي أنعامهم، ورخص لعمه العباس "رضي الله عنه" من أجل سقايته، فلا شك أن الزحام الشديد المؤدي إلى الإصابات والوفيات الناجم عن كثرة الحجاج عامًا بعد عام مع محدودية أماكن المناسك أَوْلَى في الإعذار من ذلك؛ لأن أعمال السُّقاة والرُّعاة متعلقة بأمورهم الحاجية؛ أما الزحام فقد يتعارض مع المقاصد الضرورية؛ لأنه يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإصابات، بل والوفيات، كما هو مشاهَدٌ معلوم".من جانبه، أفاد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، بأن المبيت بمزدلفة من واجبات الحج عند المالكية ويتحقق عندهما بمقدار حط الرحال وصلاة المغرب والعشاء جمع تأخير أو الجلوس بها بعض الوقت.ونوه «عاشور» بأنه على الحاج إذا انصرف من عرفات بعد الغروب فيقصد مزدلفة، فيصلي بها المغرب والعشاء قصرًا وجمعًا -العشاء اثنتين والمغرب ثلاث- بأذان واحدٍ وإقامتين، ويجوز أن يصلي الحاج وهو في الأتوبيس إذا كان من أصحاب الأعذار، مشيرًا إلى أن بعض الفقهاء يرى أن المبيت بمزدلفة يتحقق بالمكوث فيها جزء من نصف الليل. وقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن من ترك المبيت بمزدلفة لعذر؛ فحجه صحيح، وليس عليه دم. وحددت اللجنة الأعذار التي تبيح ترك المبيت بمزدلفة، وهي أن تخشى الْمَرْأَةُ طُرُوء الْحَيْضِ أَوْ النِّفَاسِ فَتبَادر إلَى مَكَّةَ بِالطَّوَافِ، والانشغال بالوقوف في عرفة عن المبيت بمزدلفة، وأَنْ تكون به علة أو ضعف، وخوف الازدحام على نفسه أو ممن تكفل برعايته، والانشغال بالمصالح العامة للحجيج كرعاة الإبل، والسقاة، ويدخل فيهم الذين يقومون بخدمة الحجيج وإرشادهم وتأمينهم.

مشاركة :