موجة بيانات وفاة تكشف مصير المعتقلين لدى النظام السوري

  • 8/1/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على مدى ست سنوات، ظلت آمنة الخولاني متشبثة بالأمل في أن يكون شقيقاها مجد وعبد الستار على قيد الحياة، رغم انقطاع الأخبار عنهما في سجن للنظام السوري، بعد اعتقالهما في أوائل الحرب السورية.غير أنها علمت الأسبوع الماضي، من سجلات رسمية نشرت حديثا وحصل عليها أقارب، أن الرجلين توفيا في عام 2013، أي بعد أسابيع فقط من آخر مرة رأتهما الأسرة من خلال سور حديدي أثناء زيارة إلى سجن صيدنايا العسكري قرب دمشق.وأفادت آمنة، وهي الآن لاجئة في بريطانيا، في اتصال بالفيديو: «أكد لنا كثير من المقربين للنظام أنهما توفيا، لكننا لم نصدق. أعرف جيدا أن نظام الأسد مجرم، لكن الأمل كان أقوى من كل الأخبار والتكهنات».وبعد سنوات من الصمت بشأن مصير عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تقول منظمات حقوقية إنهم اختفوا قسريا خلال الحرب، أوضح سوريون علموا في الآونة الأخيرة بمصير ذويهم أن النظام بدأ تحديث السجلات ليعترف بوفاة المئات.وأشارت منظمات حقوقية وسوريون إلى أن الأسر بدأت في أبريل (نيسان) تقريبا تكتشف بمحض الصدفة ما حدث لأحبائهم، عندما طلبت سجلات من مكاتب السجل المدني.ومثل تلك السجلات مطلوبة لكثير من الأعمال الإدارية في سوريا، ولذلك كثيرا ما يسعى السوريون لاستخراجها.وفي هذه المرة فقط لم تكن المعلومات ما يتوقعونه، وإنما ما كانوا يخشونه طويلا.وانتشرت الأنباء عن أن النظام بدأ يعترف بالوفيات، وأقبل المزيد من الناس على مكاتب التسجيل للحصول على معلومات.ونفى النظام العام الماضي تقريرا لمنظمة العفو الدولية يقول إنه نفذ حملة إعدام جماعي في سجن صيدنايا.وسجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي توثق مجريات الحرب من خارج سوريا، 532 حالة اختفاء قسري لأشخاص أُدرجت أسماؤهم ضمن المتوفين في السجلات الرسمية في الأشهر الأخيرة، دون إبلاغ ذويهم مسبقا بوفاتهم.وقدر أنور البني، محامي حقوق الإنسان في المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية الذي مقره برلين، وهو نفسه كان معتقلا سابقا ويعيش حاليا خارج سوريا، عدد المختفين بأنه أكبر من ذلك بكثير.ووثق البني حتى الآن ثلاثة آلاف اسم بناء على مصادر من داخل سوريا، ووصف ذلك بأنه قمة جبل الجليد.وأفادت فدوى محمود، وهي لاجئة في ألمانيا تبلغ من العمر 63 عاما، وقامت بإنشاء جماعة «عائلات من أجل الحرية» التي تقوم بحملات بالإنابة عن السوريين المختفين والمعتقلين: «الأمر مريع ولا يصدق. جميع أهالي المفقودين الذين لا يزالون ينتظرون أبناءهم، لا يمكنهم تصديق بيانات السجلات المدنية».وكثير من بيانات الوفاة في السجلات التي تم تحديثها تتضمن أسماء لنشطاء اعتقلوا في بدايات الحرب السورية في 2011 و2012.وجاء كثيرون من هؤلاء من ضاحية داريا بدمشق، التي كانت أحد المراكز الأولى في الانتفاضة.- طريق العودةوقال ساكن من المعضمية، وهي واحدة من البؤر الأولى للانتفاضة إن 96 شخصاً أدرجوا في الآونة الأخيرة في قائمة مكتب السجلات المحلي للوفيات.ولكن ليس من بينهم نجله المفقود منذ يناير (كانون الثاني) 2013.وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت ما لا يقل عن 85036 حالة اختفاء قسري في أنحاء سوريا منذ بدء الحرب.وأضافت أنه من المعتقد أن أجهزة النظام خطفت نحو 90 في المائة منهم.وتحث روسيا حليفة الأسد اللاجئين على العودة إلى ديارهم، قائلة إنه ليس هناك ما يجعلهم يخشون النظام السوري.لكن الناس تواصل الفرار من المناطق التي تعود إلى سيطرة النظام، ويقول نازحون كثيرون إنهم يخافون من العودة خشية الاعتقال أو التجنيد أو ما هو أسوأ من ذلك.

مشاركة :