"خطباء المساجد" منبر الجمعة مؤسسة تربوية ومسؤوليتنا توعية المجتمع بمخاطر التطرف

  • 12/19/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة مكة - جدة أكد عدد من خطباء وأئمة المساجد أهمية منبر الجمعة ودوره في توجيه الناس وإرشادهم، مؤكدين أهمية الخطاب الديني المتزن والواعي والسير على منهج الوسطية والاعتدال، وشددوا على أهمية دور خطباء الجمعة في مشاريع التنمية بالمملكة؛ نظرا للأهمية الكبرى لتأثير خطبة الجمعة على جمهور المتلقين، ودورهم في حشد المواطنين للمشاركة في عملية التنمية بالمملكة، مثمنين الدور الذي تضطلع به الجهات المسؤولة لتحقيق هذا الهدف، إضافة إلى دور الأئمة في تفعيل دور المواطنين في عملية التنمية والتنافس في القيام بمبادرات اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية، تؤدي إلى تطور المجتمع، ودفع عجلة تقدمه ونهضته.. فإلى التفاصيل: بداية، أكد إمام وخطيب جامع الملك فهد بالرياض الشيخ جمعان العصيمي أهمية إلقاء الضوء على دور الأئمة والخطباء في العملية التنموية، والمساهمة في توعية المواطنين بدورهم في المشروع التنموي، وقال: «بلا شك، إن موضوعات الناس الحياتية وقضايا الوطن تحتل مساحة كبيرة في موضوعات خطب الجمعة، وهناك مزاوجة بين بيان الأمور الشرعية وحث الناس على الالتزام بأداء العبادات والإخلاص لله، وبين طرح القضايا المهمة في المجتمع ومعالجتها من منظور شرعي». من جانبه، دعا إمام وخطيب أحد جوامع بريدة الشيخ زياد بن عبدالكريم المشيقح إلى تفعيل دور الأئمة والخطباء في المشروع التنموي للبلاد، وقال إن هذه بادرة مهمة وخطوة رائدة، نظرا لمكانة منبر الجمعة وتأثيره على الناس. وقال المشيقح: إن خطبة الجمعة تلعب دورا محوريا في محاربة كل أنواع الانحلال الخلقي في المجتمع الإسلامي، وتعزيز القيم الإسلامية الفاضلة كالوسطية وغيرها؛ حيث يقع على عاتق الخطيب في كل حين عبء التغيير للمنكر مع الأمر بالمعروف كأصل من أصول الإسلام التي أمر بها، يقول الحق ــ سبحانه وتعالى: (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور). وأضاف: يكون تعزيز الوسطية بالاستعانة بآيات الأخلاق في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة الواردة في كتب السنة النبوية تارة، وباستخدام المثل والقصة تارة أخرى، لافتا إلى أن خطبة الجمعة من أنجع وسائل التأثير، ويكون دور الخطباء في بيان أهمية الوسطية والاعتدال في الدين، مع التفصيل في خطر الغلو والتفريط على الفرد والمجتمع بالأمثلة والقصص والشواهد الحياتية المعاصرة من البيئة التي يقوم بالوعظ فيها. وقال خطيب جامع أم الخير بجدة الشيخ صالح بن محمد الجبري إن التنمية في المفهوم الإسلامي مفهوم شامل متكامل يهدف إلى تحسين حياة الإنسان على هذه الأرض في مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية وفق شرائع الله المقررة. وأضاف: التنمية الاجتماعية كنوع من أنواع التنمية تهتم بالإنسان وتغييره نحو الأفضل؛ لأنه بتغيير الإنسان تتغير الحياة حوله وفي مجال التنمية الاجتماعية أرى كخطيب جمعة أن يكون هناك تركيز على أمرين أساسيين هما التكافل الاجتماعي انطلاقا من وصايا القرآن ، ففي سورة الأنعام نجد في قول الله تعالى (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) نجد 15 وصية كلها في التربية الاجتماعية بعد الوصية الأولى بتوحيد الله، كذلكم نجد في سورة الإسراء في قوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) نجد عشر وصايا كلها في التربية الاجتماعية بعد الوصية الأولى بتوحيد الله ــ سبحانه وتعالى، والملفت للنظر أن آيات التربية الاجتماعية نزلت بمكة مع آيات العقيدة سواء بسواء وقبل أن تنزل آيات الأحكام وما ذلك إلا لأهميتها. كما أنه لا بد من التركيز على المفهوم الشامل لأداء الأعمال الصالحة؛ فالعمل الصالح ليس مقصورا على الصلاة والصيام والزكاة والحج فقط؛ بل هو واسع الدائرة ويصل إلى حد يتناول كل مناحي الحياة، فمثلا إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وهذا عمل يتصل بنظافة البيئة، بل قد يدخل صاحبه الجنة؛ لأن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ أخبر أنه رأى رجلا يتقلب في حرير الجنة لماذا؟ لأنه رأى غصن شوك في الطريق فأزاحه عن الطريق فأزاحه الله عن النار. وكم كنا نتمنى أن يكون هذا الحديث هو شعار المسلمين في طرقهم ومرافقهم. كذلكم المسؤول، والطبيب، والموظف المدني، والعسكري، والصانع، والزارع، والكاتب، والشاعر، والصحفي كل أولئك هم في عبادة إذا ما أخلصوا النية لله وكانت قلوبهم متصلة به وخاضعة له وما داموا يتحرون رضا الله فيما يقولونه ويفعلونه. وما داموا يساهمون في هذه التربية الاجتماعية الضرورية. من جهته، أكد إمام مسجد الرضوان الشيخ صالح راضي البلادي أن المسجد إحدى المؤسسات التربوية ذات الدور المباشر في التأثير على حياة الفرد المسلم وسلوكياته، ويعد مصدرا خصبا للمعرفة الدينية وغرس القيم، حيث يتم فيه اللقاء المباشر بين الداعية والأفراد في جو من الود والإخاء، بخلاف وسائل الاتصال الأخرى، وفي المسجد يشعر المسلم بالمساواة الحقيقية، فالكل سواسية بين يدى الله يحسون بقيمة الجماعة وقوتها ووحدتها، مشيرا إلى أن المسجد ذو تأثير بالغ وشامل في حياة الشباب، ويمكن أن يقدم لهم ما عجزت أن تقدمه لهم الأجهزة والمؤسسات الأخرى كالمنزل والمدرسة ووسائل الإعلام.

مشاركة :