يخطئ من يعتقد مجازا أن نصر اليوم كنصر الأمس أو نصر الغد سيكون كنصر اليوم، في ظل سياسة البناء الشامل، التي ينتهجها رئيسه الحالي الأمير الحكيم فيصل بن تركي بن ناصر، بدءا بفرق الفئات السنية، وحتى الفريق الأول الذي بات ينافس نفسه على تحطيم الأرقام.. فنصر الماضي القريب الذي استسلم لعثرات السنين وخضع لجبروت الظروف ورضخ لجور بعض المقربين منه، حتى أصابه الضعف والوهن وبات لقمة سائغة وفريسة سهلة لكل من هب ودب من الفرق صغيرها قبل كبيرها، لم يفقد الأمل في استعادة كبريائه وشموخه ومكانته المرموقة بين الكبار.. ولأن دوام الحال من المحال، ها هو نصر الماضي التليد لا القريب يعود من بعيد ممتطيا صهوة جواده، قافزا كل الحواجز ومتخطيا جميع العقبات نحو معانقة منصات الذهب، التي تعرفه جيدا، وتشتاق لرؤيته رغم ابتعاده عنها لعشر سنوات عجاف.. فنصر الحاضر الذي أمسك المجد من جميع أطرافه، وتوج بلقبين في الموسم الفائت، قبل أن يُحرم -بفعل فاعل- من التتويج باللقب الثالث بداية هذا الموسم، ها هو يرفل نحو لقب جديد، أجزم أنه لن يكون بعيدا عنه، وسيدلف في خزينته إذا سار بنفس الخُطى حتى نهاية السباق الذي قطع نصفه بنجاح رغم كثرة المنافسين.. نصر الحاضر الذي يتربع في سويداء قلب رئيسه "كحيلان"، لم يعد ذلك الفريق الذي يرضى بالذل والهوان ويقبل الانكسار وطأطأة الرأس أمام المنافسين، مهما علا شأنهم، وكبُر حجمهم، بل أثبت علو كعبه، وأكد أنه فارس الميدان الذي من الصعب مقاومته،لا سيما عندما يكون في قمة حضوره وعنفوانه.. نصر الحاضر الذي أحكم قبضته على صدارة دوري جميل، يخوض عصر اليوم مباراته الأخيرة في الدور الأول أمام الشباب، ورغم أن ثقافة الفوز التي اكتسبها ستدفعه لحصد النقاط الثلاث، إلا أنه رقميا لا يحتاج إلا إلى نقطة وحيدة؛ لكي يتوج بلقب "بطل الشتاء"، الذي ستتوقف بعده البطولة قرابة الشهرين وسيعقبه فتح باب الانتقالات الشتوية، التي بدورها ستكون حُبلى بالمفاجآت السّارة التي عودنا عليها باني "النصر الحديث".. أخيرا.. نصر الحاضر لو لم يحقق بطولة في هذا الموسم -لا سمح الله- لأي سبب وتحت أي ظرف، يكفينا فخرا أنه أصبح فريقا ثقيلا فنيا، تُحركه على العشب الأخضر أدوات أشبه بالأحجار الكريمة، تقدم كرة ممتعة وجميلة، أرضت غرور العاشقين وأرغمت المنافسين على متابعته والإشادة به والتصفيق له. أما نصر المستقبل، فلا خوف عليه، فهو في أيد أمينة في ظل وجود كحيلان والرجال المخلصين الذين أعادوا ليالي الأنس.
مشاركة :