وزير الطاقة الإماراتي: ما يحدث في سوق النفط حالة عابرة

  • 12/19/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شدد سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، على أن بلاده مستمرة في استثماراتها في صناعة النفط والغاز وقطعت شوطا كبيرا ولديها سياسة متزنة وطويلة الأمد. وقال: «إن دولة الإمارات لن تتأثر بانخفاض الأسعار، خصوصا إذا لم يستمر تراجع الأسعار لفترة طويلة». وأكد المزروعي اعتقاده أن الأسعار الحالية للنفط الخام «لن تستمر طويلا»، وأن السوق النفطية ستعود إلى التوازن. وأضاف: «التجارب علمتنا ذلك، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم للوصول إلى توازن السوق». وبيّن أن حصة «أوبك» لم تسهم في زيادة المعروض، وحصتها المعلنة ثابتة، وحصتها من السوق العالمية لا تتجاوز 30 في المائة؛ لذا ليس من المنطق أن تكون هي المسؤولة عن معالجة آثار ضخ كميات فائضة من ناحية أي جهة، مؤكدا أن أي تغيير في سياسة الإنتاج لا بد أن يكون مدروسا، وأنه يتعين على المنتجين الجدد تحمل مسؤولياتهم لموازنة السوق لمصلحة الجميع. وتابع وزير الطاقة الإماراتي في تصريحات بالعاصمة أبوظبي أمس على هامش تكريم وزارة الطاقة شركاءها الاستراتيجيين، أن «تراجع الأسعار لا يعجب أحدا في الوقت الحالي، ولكنه ليس من الصواب أن تتدخل جهة منتجة واحدة لإصلاح الأمر، فلا بد أن يسهم المتسبب بتراجع الأسعار في معالجة الخلل القائم في السوق»، مشددا على أن كل الأطراف متضررة، سواء كانوا أعضاء داخل «أوبك» أو خارجها أو منتجي النفط الصخري. وأضاف أن «الأمر يتعلق بخلق توازن بين العرض والطلب لصالح الاقتصاد العالمي»، مؤكدا أن سوق النفط ستتزن وتخلق قواعد جديدة تكون أكثر استدامة في المستقبل، موضحا في الوقت ذاته أن «إنتاج (أوبك) لن يتغير، وقد وافق الجميع على ذلك، وسوف نجتمع بعد 6 أشهر، ووقتها سوف يتم النظر لوضع السوق». واستبعد أن تكون هناك نية في الوقت الحالي لعقد اجتماعات طارئة، وقال: «إن لدى (أوبك) آلية لعقد أي اجتماعات طارئة تقوم على وجود أسباب تعرض على الوزراء وتستدعي ذلك»، منوها بأن «تعديل الأسعار يحتاج إلى بعض الوقت والصبر في آنٍ واحد». وشدد على عدم وجود تعمّد من قبل جهات بعينها لخفض الأسعار، وأن هناك شركات تسببت في إحداث فائض في المعروض نتيجة تنفيذ عقود ببيع إنتاجها لمدة معينة وبسعر مضمون، مشيرا إلى أن جزءا من هذه التعاقدات ينتهي آخر العام الحالي، ولذلك ستكون هناك متغيرات جديدة في السوق مع بداية العام الجديد. وقال إن «السعر الحالي للنفط غير دائم، وإن أحدا لا يستطيع في الوقت الحالي تحديد اتجاه السوق التي قد تهبط قليلا أو تعاود الارتفاع»، مؤكدا عدم إمكانية الاستمرار في الاستثمار في الغاز الصخري عند هذه الأسعار. ووافق تصريحات المزروعي تصريحات سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، الذي قال إن ما يحدث في سوق النفط موجة عابرة، وستعود الأسعار مرة أخرى إلى 80 و100 دولار، مشيرا إلى أن الوضع الحالي هي مرحلة يمر بها العالم وستعطي دفعة كبيرة للنمو. وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش حفل أقيم في دبي أمس «أنا كلي ثقة بأنها موجة لمدة معينة، وستعود الأسعار مرة أخرى، وأعتقد أن اقتصاد دولة الإمارات متنوع والنفط يشكّل 30 في المائة من الناتج الوطني لدولة الإمارات، وبالتالي استطعنا فعلا أن نضع قطاعات كثيرة تخدم الاقتصاد الوطني، والتي من ضمنها اقتصاد المعرفة الذي يطور في الوقت الحاضر والابتكار». وحول تباطؤ النمو العالمي بسبب عدد من المتغيرات قال المنصوري: «أي أزمة تحدث في العالم ككل، ويكون هناك تباطؤ، فإن كل دولة ستتأثر سلبا أو إيجابا، وأنا أعتقد أنها مرحلة نمرّ بها، وهذه المرحلة ستعطي دفعة قوية للدول مثل الصين والاتحاد الأوروبي أن تراجع نفسها بكل صراحة وتستخدم انخفاض النفط والدفع باقتصاداتها إلى النمو». وزاد: «ما يحدث هو عبارة عن دافع للنمو، وبالتالي أيضا سيكون هناك طلب على النفط تدريجيا من قبل هذه الدول، بمعنى أن 2015 ستكون سنة الحسم، وستكون السنة التي يخرج منها العالم من الأزمة التي مرّ فيها بداية من أعوام 2007 و2008». وحول دعوة صندوق النفط لدول الخليج العربية لترشيد الإنفاق، قال وزير الاقتصاد الإماراتي: «نحن في الإمارات لا يوجد لدينا دعم بمعنى الدعم مثل دول كثيرة في العالم، اتخذنا سياسة واضحة وهي تحرير الأسواق، وأعتقد أن هذه من المميزات المتوفرة في دولة الإمارات، وتملك الحكومة، سواء المحلية أو الاتحادية، قدرة تجاوز هذه الأزمة وتأثيرها على الدول».

مشاركة :