الشعب الإيراني يتململ!

  • 8/2/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الذكرى الثامنة والعشرين لأبشع سطو مسلح ترتكبه دولة ضد جارتها، خرج علينا السفير العراقي ليطالبنا بمسح هذه الذكرى من تاريخنا وبأن نسميها ذكرى الغزو الصدامي لبلادنا وليس الغزو العراقي!ومع أن ذلك التغيير لا يغيّر من الواقع شيئاً، لكن المنطق يقتضي تسمية الأشياء بمسمياتها. فصدام حسين لم يكن ليغزو الكويت لولا أنه استعان بمئات الآلاف من الشعب العراقي الذي استجاب له ونفذ إجرامه واستغلها فرصة للنهب والسلب والاغتصاب!مشكلتنا أننا، وبعد هذا التاريخ الطويل من اجترار الآلام والذكريات الحزينة، لا نزال نعيش أجواء التوتر والخوف من الجيران، ومهما أبدينا من حسن النية ونسيان الماضي، فإن هنالك من يخطط لابتلاعنا وسرقة أموالنا، وينتظر الفرصة السانحة!وللأسف، فإننا معتمدون على دول وأنظمة تكرهنا وتضمر لنا الشر، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية، فقد مررنا بحقبة «بوش الابن» الذي كان يقود حرباً صليبية - كما صرح بنفسه - ثم غزا أفغانستان والعراق وبث فيهما الفوضى والدمار، وسلم العراق لإيران تفتك به كما تشاء، ثم جاء دور أوباما الذي طبق المثل العربي:يعطيك من طرف اللسان حلاوةويروغ منك كما يروغ الثعلببعدها جاءنا ترامب الذي لا يخفي عداوته الواضحة للمسلمين، والذي باشر عهده بمنع رعايا سبع دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة، ثم باشر بنقل سفارة بلاده إلى القدس وشجّع الكيان الصهيوني على إقرار يهودية إسرائيل!وما زال يتحرك بكل قوة مستعيناً بصهره الصهيوني (كوشنير) لتطبيق مؤامرة «صفقة القرن» والتي تتلخص بتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد، وإعطاء الفلسطينيين قطعة من أرض سيناء وغزة كوطن بديل لهم بعد إخراجهم من الضفة الغربية.مناورات رخيصةوقد هدّد ترامب إيران بعقاب قاسٍ عندما طلب منه نتنياهو ذلك، وهدد بحصارهم، ثم تراجع عن ذلك التهديد وطلب من الإيرانيين الاجتماع معه!وقد تعودنا من ترامب تلك المناورات الرخيصة كما فعل مع كوريا الشمالية التي هدّدها بأن يدمرها، ثم اجتمع مع رئيسها وامتدحه بأنه رجل سلام!نحن متأكدون بأن ترامب لا ينوي تقويض النظام الإيراني، لأن العصابات الصهيونية في أميركا لا تريد ذلك، بل تريد إضعافه فقط، لأن ذلك النظام يمثل لهم الدجاجة التي تبيض ذهباً!هنالك تساؤلات لا بد من الإجابة عنها، منها طلب ترامب من دول الخليج والدول العربية إنشاء حلف ناتو عربي، وهذه خطوة مهمة لا بد من التفكير فيها، لكن للأسف أن الظروف غير مهيأة لإقامة مثل ذلك الحلف في ظل التفكك الحالي، وترامب غير مستأمن على دعم ذلك التحالف لأن همه الأكبر هو بيع السلاح وجمع المليارات من بلداننا، ومتى ما أصبحنا أقوياء فإن الكيان الصهيوني سيتميز غضباً وسيعمل على تفكيك وحدتنا!إننا نراهن على تفكك النظام الإيراني وانهياره اقتصادياً، فقد بدأت ملامح ذلك، وقريباً سنسمع أخباراً سارة بإذن الله تشفي قلوب المضطهدين وترد الحق إلى أهله، فدولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة!

مشاركة :