تصدرت قضية تشكيل الإقليم السني في العراق، بعد طرد «داعش»، الحوارات الجانبية في مؤتمر «مكافحة الإرهاب» الذي عُقد في أربيل أمس، وحضرته معظم القوى السنية، فيما قاطعه ممثلو محافظتي كركوك وصلاح الدين، واعتذر عن عدم الحضور وزراء ونواب «تحالف القوى العراقية»، وكان لافتاً غياب رئيس البرلمان سليم الجبوري الذي أنهى أمس زيارته إلى طهران. (للمزيد) وشدد نائب الرئيس أسامة النجيفي على أن «العرب السنة لن ينخدعوا بالوعود ولن يتنازلوا عن حقهم بتشكيل إقليم دستوري. وشدد على «أهمية وجود منظومة عسكرية وطنية وحصر الجهد العسكري تحت مظلة سيادة الدولة»، ودعا التحالف الدولي إلى «تقديم مزيد من الدعم للعراق وجيشه لمحاربة الإرهاب». إلى ذلك، قال رئيس البرلمان السابق محمود المشهداني إن «الظلم والفساد ساعدا في وجود التطرف، بالإضافة إلى عدم الثقة بين الحاكم والمحكوم، ما دفع المكون السني دفعاً كي يكون حاضناً للتطرف». ووجه انتقادات إلى «حصر الدعم بالمكون الشيعي، من دون خلق توازن مماثل للطرف الآخر»، داعياً إلى «إشراك المكونين في مشروع وطني». ودعا النائب عن «ائتلاف القوى» أحمد المساري إلى «إلغاء هيئة المساءلة والعدالة وإصدار قانون العفو العام ومحاسبة الميليشات». وأكدت مصادر من داخل المؤتمر الذي حضره ممثلون عن الحكومة والسفارة الأميركية وعدد من السفراء، أن قضية تشكيل إقليم سني، بعد طرد تنظيم «داعش» سيطرت على النقاشات الجانبية خلال المؤتمر. واستبعد رئيس مجلس عامرية الفلوجة شاكر العيساوي اتخاذ قرار لتشكيل الأقاليم خلال أعمال المؤتمر، وقال إن «النقاش دار حول التركيز على دعم العشائر السنية لدحر تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن «كل من شكك بالمؤتمر لا يريد الخير للمناطق التي ترزح تحت حكم التنظيم». وكان العيساوي يشير إلى الأطراف التي قاطعت المؤتمر لأسباب مختلفة، إذ قاطعه عرب كركوك، مطالبين بنقله إلى بغداد، وقاطعته الحكومة المحلية في صلاح الدين، متهمة المؤتمرين بمحاولة تقسيم العراق. وقال نائب محافظ كركوك السابق الشيخ إسماعيل حديدي لـ»الحياة» أن «مقاطعة المجلس السياسي العربي في كركوك «لا تعني أنه مع التطرف، بل لرغبته في عقد المؤتمر في بغداد، وسط مخاوف من أن يُعطى صبغة كمشروع سني بحت، في حين يتطلب الوضع إبعاد الشبهات عن العرب، وكان المطلب جعل مشروع محاربة التطرف وطنيا بمشاركة كل المكونات». وإزاء الاعتراض على حضور شخصيات ملاحقة قضائياً، قال حديدي: «من خلال قربي من وزير المال السابق رافع العيساوي، أعتبره شخصية وطنية، على رغم صدور أمر بملاحقته، لكن ذلك لا يمنع مشاركته وغيره طالما أن الأمر يتعلق بالخطر والتحدي المحدقين بجميع العراقيين، في ظل رغبة في المصالحة الوطنية، وعلينا تجاوز العقد التي نعيشها لنرسل رسالة إلى المجتمع الدولي أن العرب السنة ضد التطرف». لكن محافظ صلاح الدين رائد الجبوري اتهم المؤتمر بأنه نتاج «برامج خارجية تسعى إلى تقسيم العراق». وقال: «لا المحافظة ولا مجلسها شاركا في مؤتمر أربيل لأنه يهدف إلى تجريم داعش والحشود الشعبية، وهذا ما نرفضه، لأن الحشود لها الفضل في تحرير المناطق، خصوصاً في صلاح الدين». وشكل غياب رئيس البرلمان مؤشراً إلى عمق انقسام القوى السنية.
مشاركة :