الرياض - وكالات: أعلن ناشطون أن السلطات السعودية اعتقلت ناشطات حقوقيات، مما أثار موجة غضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنا مع إعراب المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن قلقها من استمرار اعتقال الناشطين. ونشر حساب "معتقلي الرأي" عبر تويتر تغريدة قال فيها "تأكد لنا قيام السلطات السعودية بحملة اعتقالات ضد عدد من الناشطات الحقوقيات في ساعة متأخرة ليل أمس، حيث تمت مداهمة منازلهنّ وترويع سكان المنزل قبيل الاعتقال، ولم تُعرف بعد جميع أسمائهن". وأضاف أن من بين المعتقلات الناشطة الحقوقية الكاتبة نسيمة السادة، والناشطة سمر بدوي. وأثارت هذه الاعتقالات موجة احتجاج عبر تويتر، حيث علق رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي قائلا "حينما اعتقلت لجين وعزيزة وإيمان، وتوالت بعدهن الاعتقالات، كان البعض -في سياق التفكير حول ما يجري في البلد- يتساءل ما إذا كانت الاعتقالات ستمتد لأخريات بارزات مثل سمر بدوي ونسيمة السادة وغيرهن. وهذا تساؤل منطقي، فلماذا تأخر اعتقالهن المتوقع؟". كما قال المغرد علي أميري من السعودية "لم يكن المصلحون في يوم أعداء لأوطانهم أبدا".هيومن رايتس تدين الاعتقالات وتعتبرها حملة غير مسبوقة قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقيّة أمس إن السعودية اعتقلت في الأيام الماضية ناشطتين بارزتين، في سياق ما اعتبرته حملة حكومية "غير مسبوقة" ضد حركة حقوق المرأة. وبحسب بيان صادر عن المنظمة، فإن السلطات السعودية اعتقلت الناشطة المعروفة دولياً سمر بدوي، والناشطة في المنطقة الشرقية في المملكة نسيمة السادة. كما ذكرت "هيومن رايتس ووتش" أن السلطات اعتقلت أيضاً أمل الحربي، زوجة الناشط السعودي المعروف فوزان الحربي والذي يقضي حكماً في السجن بسبب عمله في منظمة مدنيّة. ولم تتضح أسباب اعتقالها. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، إن الاعتقالات تشير إلى "أن السلطات السعودية ترى أي معارضة سلمية، سابقة أو حالية، تهديداً لحكمها الاستبدادي". ويأتي اعتقال بدوي والسادة بعد أسابيع على حملة اعتقالات طالت أكثر من 12 ناشطة وناشطاً في مجال حقوق الإنسان، اتهمتهم صحف مقرّبة من الحكومة بـ"الخيانة"، بينما قالت السلطات إنهم عملوا على "تقويض استقرار المملكة". ورأت المنظمة أن المعتقلات "ضحايا حملة حكوميّة غير مسبوقة على حركة حقوق المرأة".الاعتقالات تقضي على آمال تحسين ملف حقوق المرأة تساءلت الدكتورة حصة الماضي في تغريدة قائلة هل اعتقال سمر بدوي ونسيمة السادة جاء لأنهما لم تكونا "مطبّلات" لولي العهد السعودي؟ واعتبر المغرد عبد الله الزهوري أن "مسيرة الإصلاح السلمانية" ومظاهر عهد الانفتاح الجديد تستمر في اعتقال الأصوات النسائية المعتدلة لتقضي على آمال تحسين ملف حقوق المرأة المثقل بأنظمة وقوانين تستعبد المرأة وتبقيها في حالة قاصر أبدية، بحسب تعبيره. وقال مؤسس منظمة "كويت ووتش لحقوق الإنسان" نواف الهندال "سمر بدوي يا صديقتي كوني كما عهدتك قوية بالحق وصابرة على الظلم. قريباً ستخرجين أنت والجميع بسلام. الله يحميكم قلوبنا ودعواتنا معكم في زنازينكم". ومن البحرين، قالت مغردة تدعى نيرمي إن نسيمة السادة اعتقلت بعد أن ناصرت الكثيرين، وأصبحت بلا ناصر ولا معين غير الله، وأضافت "هكذا هو حال جميع الفئات في هذا البلد حتى المرأة لا تسلم. مخالفون لأحكام الإسلام إن ادعوا الحكم الإسلامي ومخالفون للأنظمة الإنسانيّة العالميّة إن ادّعوا بها".رفض اختزال الإصلاح في افتتاح صالة سينما أو حلبة مصارعة قال الناشط الحقوقي السعودي سلطان العبدلي إن الإصلاح في السعودية لا ينبغي أن يُختزل في افتتاح صالة سينما أو حلبة مصارعة، بل يجب أن يكون بإتاحة حرية الرأي والتجمع والتظاهر، مؤكداً أن الاعتقالات الأخيرة طالت أيضاً من وصفهم بالمطبلين للنظام. من جانبه، قال الأكاديمي والباحث السياسي عماد الدين الجبوري إن تجاهل السلطات السعودية للتقارير الدولية التي تنتقد انتهاكات حقوق الإنسان، ليس في صالح المملكة. وأضاف إن السعودية يجب أن تفي بالتزاماتها العربية والدوليّة، تطبيقاً للاتفاقيات التي وقعت عليها.
مشاركة :