نشرت السلطات في زيمباوي الجيش في شوارع العاصمة هراري، بعد مقتل شخص برصاص جنود سعوا إلى إنهاء صدامات بين معارضين محتجين على إعلان الحزب الحاكم فوزه في الانتخابات الرئاسية والنيابية، والشرطة التي أطلقت عليهم غازاً مسيلاً للدموع. وبرّر وزير العدل زيامبي زيامبي نشر الجيش بـ «ضمان حفظ القانون والنظام، لا لترويع الناس»، وأضاف: «هم موجودون لمساعدة الشرطة وبوصفهم جيش الشعب، لضمان سيادة الأمن». وأفاد شهود بسماع أعيرة نارية، وبتحليق مروحية للجيش في العاصمة، فيما بثّت شبكة تلفزة تسجيلاً لجنود يترجلون من باصات ويعملون على تفريق حوالى 100 من أنصار «حركة التغيير الديموقراطي» المعارضة، تجمّعوا أمام مقر مفوضية الانتخابات، احتجاجاً على «تزوير». وأحرق المحتجون إطارات وقطعوا طرقاً، مرددين شعارات وهتافات معادية للحكومة، قبل أن يشتبكوا مع الشرطة التي منعتهم من دخول المقرّ، ويرشقوا أفرادها بحجارة، فردّت بإطلاق غاز مسيّل للدموع. وأعرب مواطنون عن خشيتهم من أن الجيش الذي أرغم الرئيس السابق روبرت موغابي على الاستقالة، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لن يقبل بفوز المعارضة في الانتخابات. وأسِف أحدهم لأن «الآليات العسكرية ذاتها التي هلّلنا لها قبل أشهر، تُستخدم الآن ضدنا»، وصرخ آخر: «إنهم يقتلوننا»، علماً أنها المرة الأولى التي ينتشر فيها الجيش في شوارع هراري، منذ إطاحة موغابي. وكان نلسون شاميسا، مرشّح «حركة التغيير الديموقراطي» المعارضة للرئاسة، اتهم حزب «الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي- الجبهة الوطنية» الحاكم بـ «محاولة سرقة الانتخابات والتلاعب بالنتيجة». وكتب على «تويتر» أن نشر المفوضية نتائج الانتخابات النيابية أولاً، هدفه التمهيد لإعلان فوز منانغاغوا بالرئاسة. وأضاف: «حصلنا على عدد أصوات تفوق ما حصل عليه (منانغاغوا). فزنا بأصوات الشعب وسندافع عنها». لكن منانغاغوا اعتبر أن «الوقت حان للتصرّف بمسؤولية وللسلام». وكتب على «تويتر»: «في هذه المرحلة المصيرية، أدعو الجميع إلى الكفّ عن تصريحات استفزازية. علينا التحلّي بالصبر والنضج» في انتظار النتائج النهائية للانتخابات. وأظهرت نتائج مفوضية الانتخابات أن الحزب الحاكم فاز بـ144 مقعداً، في مقابل 61 لـ «حركة التغيير الديموقراطي»، ما يعني حصول الحزب الحاكم على غالبية ثلثَي المقاعد. وحضّ مراقبون تابعون للاتحاد الأوروبي السلطات في زيمبابوي على تسريع إعلان النتائج، تجنّباً لتفاقم الأوضاع، وأشاروا إلى مشكلات شابت الاقتراع، بينها ترويع ناخبين وعدم الثقة في مفوضية الانتخابات. كما تساءلوا عن سبب تأجيل إعلان نتائج أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد، منذ إرغام موغابي على الاستقالة. وقال أبرز المراقبين إلمار بروك إنه يجهل هل لتلك السلبيات تأثير ملموس في النتيجة، لكنه اتهم مفوضية الانتخابات بــ «التحيّز» أحياناً. وأعلنت مجموعات مراقبة أفريقية أن الانتخابات كان سلمية ومنظمة والتزمت القانون إلى حد كبير، مستدركة أن هناك مخاوف في شأن تحيّز وسائل الإعلام الرسمية.
مشاركة :