اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باقتراحه عقد قمة مع نظيره الإيراني حسن روحاني، يكرّر ما فعله مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وذكّر بالقمة التي جمعت ترامب بكيم في سنغافورة في حزيران (يونيو) الماضي، بعد تبادلهما اتهامات وإهانات، قائلاً إن الرئيس الأميركي «يقوم مجدداً بما فعله مع كيم جونغ أون في كوريا الشمالية: يهاجم، يتخذ إجراءات صارمة وبعدها يقترح إجراء محادثات. في الوقت الراهن لم تحقق كوريا الشمالية النتائج المنتظرة. ربما ستتحقق، ويُستحسن أن تتحقق». وكان ترامب أعلن استعداده للقاء روحاني «في أي وقت ومن دون شروط». لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اشترط لعقد اللقاء «إظهار الإيرانيين أنهم مستعدون لتغييرات جوهرية في طريقة معاملة شعبهم، وتغييرهم سلوكهم الخبيث وإقرارهم بأهمية (إبرام) اتفاق نووي يمنع حقاً الانتشار الذري». وحرصت الخارجية الأميركية على تأكيد أن الوزير لا يعرقل سياسات الرئيس، إذ ذكّرت ناطقة باسم الوزارة بأن بومبيو قال سابقاً إن ترامب يرغب في الاجتماع مع زعماء دوليين لتسوية المشكلات، وبينهم مسؤولون إيرانيون. وسُئلت هل يؤيّد بومبيو حواراً مع الإيرانيين من دون شروط، فتجنبّت استخدام تلك العبارة، لافتة إلى أن واشنطن ترغب في أن ترى تغييرات في سلوك طهران، واستدركت أن «المهم هو أننا سنكون مستعدين للجلوس وإجراء هذه المحادثات». وأبدت تل أبيب حذراً في شأن عرض ترامب، إذ نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إن الدولة العبرية «على اتصال دائم بالإدارة الأميركية، وأكد أبرز المسؤولين الأميركيين أن لا تغيير في السياسة الأميركية الثابتة إزاء إيران». في المقابل، ذكّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن طهران وواشنطن «أجرتا محادثات لسنتين» في إطار المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست عام 2015. وكتب على «تويتر»: «توصلنا مع الاتحاد الأوروبي/الدول الثلاث الكبرى في الاتحاد+ روسيا+ الصين إلى اتفاق فريد متعدد الطرف (الاتفاق النووي). كان يعمل ولا يمكن الولايات المتحدة أن تلوم إلا نفسها لانسحابها منه ومغادرتها الطاولة». واعتبر أن «التهديدات والعقوبات وأساليب العلاقات العامة لن تجدي»، وخاطب الأميركيين قائلاً: «جرّبوا الاحترام للإيرانيين والالتزامات الدولية». أما قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري فرفض عرض ترامب، وخاطبه قائلاً: «إيران ليست كوريا الشمالية كي تقبل عرضك بعقد اجتماع. حتى رؤساء الولايات المتحدة الذين سيأتون بعدك، لن يروا هذا اليوم. ستأخذ أمنيتك هذه معك إلى القبر. لن ترى مثل هذا اليوم، إبقَ في قصرك الأسود تعيش أوهام لقاء المسؤولين الإيرانيين». وأضاف: «إعلم أن الشعب الإيراني يختلف كثيراً عن الشعوب التي تقبل الهيمنة، ولن يسمح لمسؤوليه بالتفاوض ولقاء الشيطان الأكبر. المسؤولون الإيرانيون يعرفون جيداً سيناريواتكم المخادعة وخبروها مراراً. لكنك رئيس تمارس بدل السياسة مهنتك في التجارة المبتذلة، ولا تعرف شيئاً عن أبجدية تطلّع الشعوب إلى الجهاد والتحرّر».
مشاركة :