لا تزال الألغام الحوثية تحصد أرواح المدنيين اليمنيين، وهكذا خطط زارعوها عبر كمائن مموهة يوزع الحوثيون ألغامهم لتستهدف المدنيين والأطفال. آخر ضحايا هذه الألغام كان المصور الصحافي عيسى النعمي، مصور قناة "يمن شباب"، الذي قتل في مديرية باقم بمحافظة صعدة. ويروي الإعلامي أسامة فراج، الذي عمل جنبا إلى جنب بجوار النعمي لـ"العربية.نت"، آخر اللحظات قبيل مقتله قائلا: "إن النعمي شجاع لا يبالي بالمخاطر المحيطة بنا في سبيل نقل الحقيقة للرأي العام، لا كما يصورها إعلام الميليشيات الحوثية المضلل، حيث كان يرافقني في مختلف تغطياتي الميدانية، وكان سباقا للمهام الصعبة ويصور في مختلف الظروف". أسامة فراج صديق المصور الراحل وأضاف فراج أن "آخر تغطية قمت بها برفقة الزميل النعمي كانت أمس الثلاثاء، حيث كنا في قلب منطقة أبواب الحديد بمديرية باقم عقب تحريرها من الميليشيات الحوثية، وأثناء دخولنا للمنطقة صادفتنا عشرات العبوات الناسفة التي تم انتزاعها من جنبات الخط الدولي والخطوط الفرعية، زرعتها الميليشيات قبل دحرها، ثم مررنا من خط فرعي ووجدنا عشر عبوات ناسفة ما زالت مجهزة لم يتم تفكيكها، وقام الزميل النعمي بتوثيقها بعدسته، وجهزنا تقريرا صحافيا خاصا بها سيتم نشره لاحقا". آخر مهام النعمي وأكد فراج أن "النعمي حاول أمس الدخول إلى منطقة محديدة لتصوير قلب مركز مديرية باقم، إلا أنني منعته من ذلك حفاظاً على سلامته، كونها منطقة لم يتم انتزاع الألغام منها، إلى جانب كونها منطقة مكشوفة للقناصة الحوثية". اللحظة الفارقة وتابع "استغل عيسى غفلتي أثناء تكليفي له بمهمة تصوير المستجدات من مواقع متأخرة، وتقدم حاملاً عدسته صباح اليوم إلى خط الاشتباك الأول والمباشر، وقد لبس الزي المموه من القناص، لكنه سقط قتيلا بعد إصابته بانفجار العبوة التي أدت إلى فقدانه الطرف السفلي من جسده، وحينما حاول أحد المسعفين إنقاذه باغتته رصاصات قناصة الميليشيات الحوثية التي منعت اقتراب المسعفين منه، وأصيب جراء ذلك أحدهم، ما أدى إلى نزيفه حتى فاضت روحه، فيما نقل الآخر لتلقي العلاج في المستشفى".
مشاركة :