قبل وفاة الراحل محمد بن علي بن حمد الشمري، يرحمه الله، التقيته في مأتم الوجيه ابراهيم بن خليل القناص يرحمه الله بمدينة العيون في الأحساء منذ فترةٍ وجيزة وكان جالساً بجواري في المجلس ويسرد لي مواقفه مع الناس الذين يقابلونه في مختلف الأماكن ويظنونه الفنان الغنائي الكبير طلال مداح يرحمه الله لشدة الشبه بينهما ليس في ملامح الوجه وسحنته فحسب بل حتى في تكوين الجسم والمشية والحركة والهندام والابتسامة والضحكة والعمر وكذلك الروح المرحة والمحيا البشوش فلا أكاد التقي بالشمري تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه الا ويبتسم لي حتى في المآتم لأنه مجبول على البشاشة طبعاً لا تكلفاً ولا مجاملة أو نفاقاً أو زيفاً ابتسامته صادقة لا ابتسامة صفراء وهذا هو طبع أهل الأحساء وهذي هي إحدى الأسرار التي توجب حبهم والانجذاب لهم والارتياح منهم للوهلة الأولى من مقابلتهم والتعرف عليهم. وحين تلقيت نبأ وفاة الشمري غفر الله له ليلة البارحة وأنا في مجلس الشاعر والإعلامي راشد القناص حزنت وتأثرت بهذا النبأ وقد أخبرني القناص ان السيارة التي لقي فيها مصرعه تحت شاحنة في طريق بقيق هي سيارة ابراهيم القناص شقيق راشد أعاره إياها ليذهب بها الى بقيق من أجل قضاء مهمةٍ ضرورية كعادة أبناء العيون في الشهامة والنخوة والمساعدة ولم يعد بها إلا جثة حيث قدر الله له الموت في هذا الحادث الأليم والمفجع ولا نملك أمام قضاء الله وقدره إلا التسليم والقبول ولا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.