عندما بدأت السلطات الدنماركية في تطبيق حظر النقاب يوم الأربعاء، لم تترك سابينا نقابها في المنزل بل انضمت إلى نحو 1300 من المسلمين وغير المسلمين في مسيرة بالعاصمة كوبنهاجن للاحتجاج على ما يعتبرونه انتهاكا لحرية العقيدة والتعبير. وفي مايو/آيار حظر البرلمان الدنماركي ارتداء النقاب في الأماكن العامة لتنضم الدنمرك إلى فرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى دعما للقيم العلمانية والديمقراطية حسب وصف بعض الساسة. لكن سابينا (21 عاما) والتي تدرس كي تكون معلمة انضمت إلى مسلمات أخريات يرتدين النقاب لتشكيل ما أطلق عليه “نساء في حوار” للاحتجاج وزيادة الوعي تجاه سبب ضرورة السماح للنساء بالتعبير عن هويتهن بتلك الطريقة. وانضم للمحتجات اللاتي وضعن النقاب يوم الأربعاء مسلمات لا يضعنه ودنماركيون غير مسلمين غطوا وجوههم. وقالت سابينا (21 عاما) لرويترز طالبة عدم نشر اسمها بالكامل “نريد أن نبعث برسالة إلى الحكومة بأننا لن نرضخ للتمييز ولقانون يستهدف بشكل محدد أقلية دينية”. وأمضت رويترز وقتا مع سابينا ومنقبات أخريات هذا الأسبوع للتعرف على مخاوفهن عن قرب. وقالت سابينا “لن أخلع نقابي. إذا كان يتعين علي أن أخلعه فأنا أريد أن يكون ذلك من تلقاء نفسي”. ومثل غيرها من النساء اللاتي تم التحدث إليهن في هذا الصدد لم ترغب سابينا في الكشف عن اسم عائلتها خشية التعرض لمضايقات. وقالت مريم (20 عاما) “الجميع يرغب في تحديد ما هي القيم الدنماركية”. ومريم من مواليد الدنمارك لأبوين تركيين وترتدي النقاب منذ ما قبل التعرف على زوجها الذي يدعم حقها في ارتداء النقاب لكنه يشعر أن الحياة قد تكون أسهل بدونه. وأضافت مريم التي حجزت مكانا لدراسة الطب الجزيئي في جامعة أرهوس “أعتقد أنه يجب على المرء الاندماج في المجتمع وأن يتلقى التعليم وما إلى ذلك. لكن لا أعتقد أن ارتداء النقاب يعني عدم التقيد بالقيم الدنماركية”. وقبل التوجه إلى مظاهرة الأربعاء قالت آية (37 عاما) لرويترز “هذه ليست الدنمارك التي نعرفها. لا أستطيع أن أخرج متى أريد… لدي أطفال، كيف أذهب لاصطحابهم من الحافلة والمدرسة والقطار”. وأضافت “الوضع سخيف. لن أتمكن من فعل ما أحب بعد ذلك. لا أستطيع ارتياد شاطئ أو متحف. لا يمكنني التقاط الصور. سأكون حبيسة منزلي. لكنني أفضل أن أكون حبيسة منزلي على أن أخلع نقابي”. وقالت عائشة (29 عاما) “حين كنت صغيرة لم يكن الناس يتحدثون عن اللون والدين لكن الآن أصبح الناس مهووسين في السنوات العشرة الأخيرة بالحديث عن لون البشرة وكراهية بعضهم البعض”. ويحق للشرطة بموجب القانون إصدار تعليمات للنساء بخلع النقاب أو أن تأمرهن بمغادرة الأماكن العامة. وقال وزير العدل شورن بيب بولسن إن الشرطة ستفرض عليهن غرامة وتأمرهن بالعودة للمنزل. وسوف تتراوح الغرامة بين ألف كرونة دنماركية (160 دولارا) لأول مخالفة وعشرة آلاف كرونة للمخالفة الرابعة. وقالت آية (37 عاما) “أشعر أن هذا القانون يضفي شرعية على أعمال الكراهية لكن من ناحية أخرى أشعر أن الناس ازدادوا وعيا بما يجري. أقابل بابتسامات أكثر في الشوارع والناس يسألوني المزيد من الأسئلة”. ماتياس فيداس أولسن (29 عاما) الذي يصنع نسخا من مجوهرات عصر الفايكينج يدعم الحملة ضد الحظر من خلال إنتاج أساور خاصة وتقديم إيراداتها إلى “نساء في حوار” وأضاف “لست مع أو ضد النقاب… أؤيد حق الناس في ارتداء ما يحلو لهم سواء كانوا مسلمون أو غيرهم”. وأضاف “أرى في ذلك تدخلا من الحكومة في أمور لا تخصها واستهدافا رخيصا لجماعة موصومة بالفعل لتسجيل نقاط سياسية رخيصة”.
مشاركة :