أحمد ناصر | تاريخنا الفني الجميل حافل بالكثير من الأغاني، التي تثلج الصدر وتؤنس القلب، وتفرح الفؤاد، خاصة عندما تكون مستمدة من تراثنا الجميل القديم وفولكلورنا البديع، وأضاف لها المبدعون الكبار الذين وثقوا هذا التراث والفولكلور بتطويرهم الجميل وقدموه للأجيال التي توالت بعدهم، هذا التمازج الفني بين الماضي والحاضر قدم للجمهور باقة من الأغاني الجميلة لها فرسانها، ومن أشهر هولاء الفرسان الموسيقار أحمد باقر، أول مدير للمعهد العالي للفنون الموسيقية. روح عربية تلفزيون الكويت حرص على توثيق تراث الكثير من نجوم الأغنية الكويتية في السابق والوقت الحالي، من بينهم وربما من أشهرهم أيضا الفنان الراحل أحمد باقر، الذي لحن الكثير من الأغاني الجميلة، التي لا يزال الجيل الحالي بالرغم من فارق الزمن والإحساس يسمعها ويطرب لها، في أوائل الستينات قدم لحنا خالدا لشادي الخليج، أحد أهم فناني الخليج وصاحب الصوت الدافئ، قدم له أغنية «لي خليل حسيّن»، يومها حققت نجاحا كبيرا، وتناقلتها المحطات الإذاعية العربية، فالأغنية لم تكن كويتية فقط، بل كانت عربية المعنى والكلمات واللحن أيضا قدمها باقر بروح عربية. هذا الفنان الكبير خصص له تلفزيون الكويت حلقة خاصة من أروع ما شاهدت من برامج توثق لتراثنا الغنائي، في المونتاج جلست مع المخرج جوهر الجويهل، والمعد بدر الدعي، وهما يقومان بتجهيز الحلقة لتعرض الليلة على شاشة القناة الأولى بعد منتصف الليل، جمعت السهرة أغلب الأغاني التي لحنها الراحل منذ الستينات إلى آخر أيامه رحمه الله، كأنني أشاهد وأسمع هذه الأغاني لأول مرة، قدمها مجموعة من شباب الجيل الحالي باقتدار وبإحساس الراحل نفسه كما قدمه. سهرة مختلفة برنامج «المندة»، الذي أنتجه تلفزيون الكويت، وأخرجه جوهر الجويهل، جمع باقة من نجوم الغناء الكويتي القديم، وباقة من أغانيهم الجميلة. الليلة سيقدم ليلة أحمد باقر، وهي التي حضرتها في المونتاج، مثل هذه البرامج تحتاج مزيدا من الدعم والتنويع في تقديمها، لأنها تجمع تراثنا وتقدمه على طبق من ذهب للجيل الحالي، لسنا ضد التطوير والحداثة في الأغنية الكويتية، ولكن من ضيع قديمه تاه كما يقال في الأمثال، وغناوينا القديمة حصيلة سنوات طويلة من التمازج بين الحضارات السابقة، قدمها نجوم الغناء الكويتي وملحنوه للجيل الحالي ليستفيد منه، وفي برنامج المندة، والتي تشابهه وجبات فنية دسمة لملحني ومطربي الجيل الحالي. قال لي المخرج الجويهل أثناء المونتاج: هذه السهرة تختلف عن السهرات التي وثقت للراحل الكبير أحمد باقر، شخصيا أخرجت له عدة سهرات، ولكن هذا البرنامج مختلف، لأن فيه روح الماضي وعبقه الجميل بأداء الحاضر، وأصوات شباب اليوم الذين لا يزالون يملكون ذلك الإحساس الجميل، الذي ورثوه عن فنانينا الذين رحلوا بعد رحلة طويلة من العطاء، نحن اليوم نستقي من معينهم وجهودهم الكثيرة، التي نبعت من حبهم لتراثهم أولاً ثم من حياتهم في هذا الوطن الحبيب ثانياً. جمع «المندة» أغلب أغاني الراحل الكبير، وهي أكثر من ثلاثين لحنا قدمها طوال مسيرته الفنية، إلى جانب عدد من الاسكتشات الجميلة، هل يمكن أن ننسى اسكتش «شهر العسل»، و«ما بعد العسل»، وروائع الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله، مما دعا عميدة المعهد الموسيقي في مصر، د. رتيبة الحفني، الى أن تطلق عليه «سنباطي الكويت».
مشاركة :