بكين – تختبر غوغل نسخة من محركها البحثي تتماشى مع شروط الرقابة التي تفرضها بكين، ما يمهّد لعودتها إلى الصين بعد غياب ثماني سنوات. ويتم تطوير المشروع تحت الاسم الرمزي “دراغنفلاي” Dragonfly منذ ربيع عام 2017، ووفقا لمصادر لم ترغب في الكشف عن هويتها وعلى معرفة بالخطة، قد يكون جاهزا للعمل خلال الأشهر الستة أو التسعة المقبلة. ويبدو أن المشروع حصل على الضوء الأخضر خلال اجتماع بين الرئيس التنفيذي لشركة غوغل ساندر بيتشاي ومسؤول حكومي صيني رفيع المستوى، على الرغم من أنه لا يزال بحاجة إلى موافقة نهائية من الصين. وتكشف مستندات أن تطبيق البحث الصيني، المخصص فقط لنظام أندرويد في هذه المرحلة، سيحدد تلقائيا المواقع التي تم حظرها من خلال ما يسمى بجدار الحماية الكبير في الصين، وهذا يشمل معلومات عن حرية التعبير والشؤون الحالية والمعارضة السياسية، بالإضافة إلى الإشارات التاريخية إلى أحداث محددة مثل مذبحة ميدان تيانانمن في عام 1989، والكتب التي تبرز بشكل سلبي الحكومات الاستبدادية (مثل جورج أورويل 1984). وستتم إزالة مواقع الويب المحظورة من نتائج البحث، بينما لن يتم عرض أي نتائج على الإطلاق لاستعلامات البحث المحظورة، وسيغطى هذا النظام الأساسي الكامل لغوغل، بما في ذلك الصور والتدقيق الإملائي وميزات البحث المقترحة. وفي ظلّ مقصّ السلطات والهجمات المعلوماتية، سحبت المجموعة التي تتخذ مقرّا لها في كاليفورنيا محرّكها البحثي من الصين سنة 2010 وبات عدد من خدماتها محجوبا في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ووفق موظّف فضّل عدم الكشف عن هويته مؤكّدا معلومات تداولتها الصحف الأميركية، يمكن الاطلاع على هذا المشروع وتجربته في الشبكة المعلوماتية الداخلية لغوغل. وقد أثار هذا النبأ استياء بعض موظفي الشركة. ورفض الناطق باسم المجموعة في آسيا تاج ميدووز تأكيد هذا المشروع أو نفيه. ومن جانبها، نفت وسائل إعلام صينية رسمية الخميس التقارير التي تحدثت عن اعتزام شركة غوغل إطلاق نسخة خاضعة للمراقبة في الصين، مؤكدة أنها “شائعات”. ومن ناحيتها، ذكرت غوغل في بيان أنها تقدم بعض تطبيقات الأجهزة المحمولة في الصين مثل “غوغل ترجمة” و“غوغل فايلز غو” وأنها تتعاون مع مطورين صينيين وتستثمر في شركات محلية، مضيفة “لكننا لا نعلق أبدا على تكهنات بشأن خططنا المستقبلية في الصين”.
مشاركة :