البصرة (العراق) – تعمل سُمية البغدادي، أستاذة فنون عراقية من مدينة البصرة (أقصى جنوب العراق)، على استغلال فرصة العطلة الصيفية في محاولة إفادة الأطفال في مجتمعها وإبعادهم قدر المستطاع عن هواتفهم الذكية وذلك من خلال تنظيم دورة فنية لهم. ونظمت البغدادي دورة لتدريب وتعليم الأطفال والشباب الفنون اليدوية وكيفية صناعة الفخار والخزف، موضحة “تتجسد فكرتي بالأساس في انتشال الطلاب خلال العطلة الصيفية من التسكع كيفما اتفق”. وأضافت “قمنا بتنظيم هذه الدورة للأطفال حتى لا ينغمسوا أكثر فأكثر في عالم الهواتف الذكية والتجول في الشارع على غير هدى، دورنا أن نبعدهم عن هذه الأشياء الضارة، فلا الهاتف الجوال بقادر على تثقيفهم ولا الشارع قادرا على تعليمهم وتقديم الإضافة لهم”، مشيرة إلى أن “هذه الممارسات تساهم في تشتت أفكار الطلاب لا أكثر، لذلك فنحن نحاول من خلال تنظيم مثل هذه الدورات غرس حب الفن في الأطفال”. وتأمل الأستاذة بمعهد الفنون أن توفر الدورة الفنية التي تنظمها نشاطا بديلا يكون ممتعا ومفيدا في ذات الوقت للأطفال والشباب. وتابعت البغدادي “للأسف أغلب الألعاب المتوفرة في أجهزة الهواتف تحتوي على مواد ضارة، فهي قائمة على القتل والعنف وحمل السلاح وغير ذلك من المظاهر المؤسسة للدم والدمار، بالإضافة إلى أنها تضم ألفاظا ومفردات غير صحيحة ولا دقيقة كما أنها منافية للأخلاق، وكل هذه الأمور من السهل جدا أن تساهم في تعليم الأطفال سلوكيات مشينة. في المقابل نحن نسعى إلى حملهم على المشاركة في هذه الدورات الزاخرة بمواد متنوعة: تثقيفية، تعليمية، ترفيهية، مراعية لأعمارهم ومستوياتهم العلمية”. وأوضحت “هذه الدورات تساهم في الترفيه عن الأطفال وتدعم زادهم الثقافي وتحافظ على مخزونهم من المعلومات التي ضختها لهم مدارسهم، وهنا نعمد إلى تقديم معلومات ترفيهية بعيدة عن الكتب المدرسية حتى لا يضجروا”. وأكدت “كل ما يحتاج إليه الأطفال فترة نقاهة وهي ترفيه بالأساس للدماغ وللأفكار، وفي نفس الوقت هي فرصة لتطوير وتغذية هذا الدماغ، وفرصة أيضا لمشاهدة وتعلم أشياء جديدة لم يحظوا من قبل بمعرفتها”. وتجتمع البغدادي والأطفال والشباب الذين تدربهم حول طاولة في مركز ثقافة الطفل التابع لقصر الثقافة والفنون بمدينة البصرة. وأفادت رسل مهدي -طالبة جامعية تتدرب مع البغدادي- قائلة “أنا متفرغة تماما، نحن في عطلة ولا شيء يشغلني لذلك أحضر الدورة مع الأستاذة سمية، فأستفيد من خبرتها لا سيما أنها أستاذة بمعهد الفنون، فهي تفيدنا في الكثير من الأشياء، وأنا طالبة جامعية بالمرحلة الثالثة ومجيئي إلى هنا يفيدني كثيرا”. وتبلغ تكلفة المشاركة في الدورة نحو 90 دولارا لكل متدرب. وتستمر الدورة شهرا ينتظم خلاله عشرة مشاركين مدةَ ساعتين يوميا على مدى ثلاثة أيام في الأسبوع في مكان تنظيم الدورة الذي لا يُسمح فيه بدخول الهاتف المحمول.
مشاركة :