دبي – أعلنت حكومة دبي أمس أن محكمة لندن للتحكيم الدولي قضت بأن عقد شركة موانئ دبي العالمية لإدارة محطة حاويات في جيبوتي لا يزال ساري المفعول وملزما لجيبوتي الذي ألغته جيبوتي في فبراير الماضي. واستولت حكومة جيبوتي على محطة دوراليه للحاويات من موانئ دبي العالمية في فبراير على خلفية نزاع يرجع إلى عام 2012 على الأقل. ووصفت حكومة دبي التي تسيطر على موانئ دبي العالمية الاستيلاء بأنه غير قانوني. وقال المكتب الإعلامي لحكومة دبي في بيان أن محكمة لندن أكدت “أن اتفاقية الامتياز، التي يحكمها القانون الإنكليزي، لا تزال مُلزمة وسارية المفعول وأن موانئ دبي العالمية ستقوم في ضوء هذا الحكم بمراجعة خياراتها في ما يتعلق بالمحطة”. وكانت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي قد ذكرت في مارس الماضي أنها ترغب في شراء حصة موانئ دبي العالمية البالغة 33 بالمئة في محطة الحاويات لإنهاء النزاع مع إحدى أكبر الشركات المشغلة للموانئ في العالم. ونفت موانئ دبي العالمية تلقي مثل هذا العرض. محكمة لندن قضت بأن عقد موانئ دبي لإدارة محطة حاويات في جيبوتي لا يزال ساري المفعول وملزما لجيبوتي وفي عام 2017، برأت محكمة لندن للتحكيم الدولي ساحة موانئ دبي العالمية من ادعاءات بإساءة السلوك ترتبط بامتياز محطة الحاويات الذي أُرسي عليها في عام 2000. ويوجه الحكم ضربة لمشاريع جيبوتي الطموحة لتطوير الموانئ بالتعاون مع الصين في وقت تتصاعد فيه المنافسة على الساحل الغربي للبحر الأحمر لخدمة الدول الحبيسة مثل إثيوبيا وأوغندا وجنوب السودان. وتتنافس جيبوتي مع ميناء بربرة في جمهورية أرض الصومال الذي تطوره موانئ دبي العالمية ليكون مركزا أساسيا لنقل السلع والشحنات التجارية من وإلى عدد من الدول الأفريقية. ومن المتوقع أن تدخل إريتريا في المنافسة بعد المصالحة التاريخية مع إثيوبيا وإنهاء حالة الحرب وتعزيز العلاقات بين البلدين، الأمر الذي يمكن أن يعيد الحياة إلى ميناءي عصب ومصوع. وأدت عقود من النزاعات والعقوبات الدولية والسياسات الانعزالية إلى خنق ميناء مصوع الذي تحولت أرصفته إلى أنقاض مبان منذ حرب الاستقلال الطويلة عن إثيوبيا. لكن عملية المصالحة التي بدأت مؤخرا بين إثيوبيا وإريتريا البلدين الجارين يمكن أن تعيد الحياة إلى مصوع قريبا ليستعيد دوره في نقل السلع إلى إثيوبيا التي لم يعد لديها منفذ على البحر مع استقلال إريتريا في 1993. موانئ دبي العالمية: موانئ دبي ستقوم بمراجعة خياراتها في ما يتعلق بالمحطةموانئ دبي العالمية: موانئ دبي ستقوم بمراجعة خياراتها في ما يتعلق بالمحطة وكان ميناء مصوع يوصف من قبل بأنه “لؤلؤة البحر الأحمر”. وتعج البلدة القديمة بالفنادق والمحلات التجارية التي بنيت بين نهاية القرن التاسع عشر والحرب العالمية الثانية حين كانت محتلة من قبل إيطاليا. ودخلت جيبوتي في 5 يوليو الماضي مرحلة جديدة بافتتاح المرحلة الأولى لمنطقة تجارة حرة من المتوقع أن تصبح عند اكتمالها الأكبر من نوعها في قارة أفريقيا باستثمارات كبيرة من الصين. وكشفت جيبوتي الواقعة على مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر عن 3 موانئ جديدة وخط للسكك الحديدية يربط بينها وبين إثيوبيا التي ليس لديها منفذ بحري، في إطار مساعيها إلى أن تصبح مركزا عالميا للتجارة واللوجستيات. وتهدف منطقة التجارة الحرة المرتبطة بموانئ جيبوتي الرئيسية إلى تنويع اقتصاد البلاد واستحداث وظائف واستقطاب استثمارات خارجية من خلال حوافز بينها الإعفاء الضريبي وتقديم الدعم اللوجستي الكامل. وتبلغ مساحة المرحلة الأولى التي تم تدشينها 240 هكتارا. وتعتبر جيبوتي، التي تستضيف كذلك القاعدة العسكرية الصينية الوحيدة خارج الأراضي الصينية، جزءا من مبادرة “الحزام والطريق” العالمية للبنى التحتية إلى جانب ما تطلق عليه “طريق الحرير البحري”. وبموجب هذه المبادرة تقدم الصين قروضا كبيرة جدا للدول النامية في آسيا وأفريقيا لتطوير بنيتها التحتية وتسهيل التجارة. ويقدر مركز “بحوث المبادرة الصينية الأفريقية” ديون جيبوتي للصين بنحو 1.3 مليار دولار. وتضم محفظة أعمال موانئ دبي العالمية 78 محطة برية وبحرية عاملة مدعومة بأكثر من 50 نشاطا ذا صلة في أكثر من 40 بلداً موزعة على قارات العالم الست، ما يعكس حضورها البارز في كل من الأسواق الناشئة ذات معدلات النمو المرتفعة والأسواق المتطورة على حد سواء. وتتمتع مجموعة موانئ دبي العالمية بعلاقات تعاون وشراكة قوية مع الحكومات حول العالم وتعمل معها لدعم النمو الاقتصادي من خلال الاستثمار في البنية التحتية والحلول التجارية المبتكرة.