المتظاهرون يهتفون «الموت للدكتاتور» و«ارحل يا روحاني» اندلعت في العاصمة الإيرانية ومدن كبرى خارجها أمس تظاهرات احتجاج واسعة ضد سوء الاوضاع الاقتصادية تهتف بسقوط الرئيس روحاني، واشتبك المتظاهرون مع قوات الامن في حين يسمع بين الحين والاخر اصوات اطلاق نار. ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المقاطع المصورة لمظاهرات غاضبة في معظم مدن ومناطق البلاد، ولا سيما في العاصمة طهران وشيراز وأصفهان ومشهد وكرج. وأفاد ناشطون باستمرار «الانتفاضة لليوم الثاني» في شابور الجديد بأصفهان، حيث هتف المحتجون «خامنئي اخجل واترك البلاد.. الموت للدكتاتور.. لا تخافوا لا تخافوا كلنا متحدون معا». وهتف متظاهرون بشعارات استهدفت رأس النظام مثل «الشعب يشحت والمرشد يتصرف كإله» و«الموت للدكتاتور»، بينما أظهرت مقاطع أن قوات الأمن ألقت قنابل مسيلة للدموع ضد المحتجين، كما كرروا شعار «اخرجوا من سوريا وفكروا بحالنا»، بالإضافة إلى شعار «لا غزة، لا لبنان، روحي فداء لإيران»، للتنديد بإنفاق النظام الإيراني أموال الشعب على التدخلات العسكرية ودعم الإرهاب والمليشيات في المنطقة. وهاجم الأمن المتظاهرين بقنابل الغاز في شابور الجديد، إلا أن المحتجين «تصدوا للقوات القمعية وأحرقوا إطارات السيارات»، وفق ما قال موقع «الحرية لإيران» المعارض. وتفيد معلومات بأن الساعات الاولى من صباح الخميس شهدت انطلاق مظاهرات واسعة في مدن إيرانية تلبية لدعوة اطلقها ناشطو الاحتجاجات، حيث تحركت في مدينة شيراز مجاميع من اهالي المدينة في احتجاجات ضد سوء الاوضاع الاقتصادية والسياسية وفشلت محاولات عناصر قوى الأمن المنتشرة في الشوارع في تفريق المظاهرة نظرًا إلى تجمع أعداد كبيرة جدا من المواطنين في الشوارع وهم يرددون «اخجل يا روحاني» و«اترك الحكم والبلاد» كما ابلغ عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى افشار «إيلاف». وفي تقاطع زند لمدينة شيراز حيث قطع المحتجون وسط المدينة وهم يرددون حاليا «بالمدفع والدبابة والمفرقعات، فعلى الملالي ان يرحلوا». وقامت مجموعات من الشباب بحرق اطارات السيارات وسط الشوارع لمنع تقدم عناصر قوات الأمن من التحرك باتجاههم في حين رفع الشباب اياديهم بعلامات النصر. وفي تقاطع زند ردد المتظاهرون «الغلاء والبطالة لا نريدها، لا نريدها»، و«الموت للدكتاتور». كما تظاهر آلاف المواطنين وهم يرددون «الغلاء والنكبة».. الموت لروحاني.. و«الموت للغلاء واخجلوا ايها القاطنون في القصور واتركو الحكم والبلاد». وفي مدينة اصفهان قامت مجموعة من المواطنين أمس ايضا بحرق إطارات السيارات في الشوارع حيث غطى الدخان والنيران الاجواء.. وفي حي شاهبور الجديد استؤنفت المواجهات مع قوات الأمن حيث يهاجمها المتظاهرون بالحجارة والعصي. وفي مدينة شاهين شهر التابعة لمحافظة اصفهان خرج مئات من المواطنين بهتافات تطالب المواطنين الآخرين بالانضمام اليهم في حركتهم الاحتجاجية. وفي طهران العاصمة بدأت تتشكل المجموعة المنظمة للمظاهرة في ساحة «ونك» حيث يردد المتظاهرون شعارات ضد الغلاء، كما خرج مئات من المواطنين في مدينة اشتهارد بمحافظة البرز شمال البلاد للاحتجاج على الغلاء والبطالة. وعقب إضرام النار في عدد من الدرجات النارية العائدة إلى قوات مكافحة الشغب في الدوار الأول حي كوهر دشت بمدينة كرج (جنوب غربي طهران العاصمة) استمرت المظاهرات والمواجهات بين المواطنين المنتفضين وقوات الأمن حيث نجح المتظاهرون من اجبار قوات القمع على التراجع عدة مرات وسط هتافات «الشعب يستجدي والآغا (خامنئي) يتصرف كإله».. و«اترك سوريا، اهتم بأحوالنا»، «لا غزة ولا لبنان، افدي روحي لإيران» في حين تسمع اطلاق العيارات النارية في الهواء من مختلف الاوجه. واللافت ان مجاميع من الناشطات الشابات يقدن هذه المظاهرة وكذلك في عدد من ساحات المواجهة. وفي تطور جديد فقد اقدمت السلطات على زج عناصرها المدربة في زي قوات الأمن الداخلي للهجوم علي المتظاهرين وضربهم بشدة لكن عددا من المتظاهرين الشباب استطاعوا تطويق بعض من هؤلاء العناصر وضربهم. وتأتي تظاهرات الاحتجاج هذه قبل أيام قليلة من تعرض إيران لأول دفعة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية، الأمر الذي يثير هلع الشارع الإيراني الذي خرج بالفعل في موجات احتجاجية جديدة على وقع تصاعد المخاوف من انهيار تام لاقتصاد البلاد. وأثار ذلك المخاوف من تعرض إيران لمعاناة اقتصادية طويلة ومزيد من الاضطرابات المدنية في البلاد التي تعاني من جراء سياسة النظام القائمة على هدر الموارد الوطنية لتحقيق أهدافه الإرهابية التوسعية بالإضافة إلى الفساد المستشري بين الطبقة الحاكمة. وهبط الريال الإيراني إلى مستويات جديدة هذا الاسبوع متجاوزا 120 ألف ريال للدولار مع تأهب الإيرانيين لإعادة الولايات المتحدة فرض أول دفعة من العقوبات الاقتصادية في السابع من الشهر الحالي. ومنذ أيام، شهدت الأسواق الرئيسية في المدن الكبرى اعتصامات وإضرابات بالتوازي مع موجة احتجاجات، قوبلت بحملة قمع عنيف من قوات الأمن من دون أن يؤدي ذلك إلى توقف المظاهرات. ويعتزم البرلمان الإيراني عقد جلسة خاصة لاستجواب الرئيس حسن روحاني بسبب تراجع قيمة العملة وتعثر الاقتصاد ويتعين عليه الحضور في غضون شهر للإجابة عن تساؤلات النواب في جلسة مفتوحة.
مشاركة :