تحمل رحلة الحج الإيمانية في طياتها مشاهدات ومحطات مختلفة، تجتمع فيها حرمة الزمان بقدسية المكان وتعدّ ذكرى خالدة ترتسم في أذهان جميع الحجاج الذين يتوافدون إلى البقاع الطاهرة من مختلف الأقطار والدول. وتشهد مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم تدفق ضيوف الرحمن من كل فج عميق تكلؤهم رعاية الله سبحانه وتعالى وتحفهم خدمات مضاعفة وفرتها حكومة المملكة بتضافر جهود جميع الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بأعمال الحج، بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة وسمو نائبه الأمير سعود بن خالد، لتقديم كل سُبل الرعاية والعناية بضيوف الرحمن زائري مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ويحرص الحجيج على زيارة المساجد والمواقع الأثرية المرتبطة بالسيرة النبوية إلى جانب قضائهم ليال في رحاب طيبة الطيبة للصلاة في الحرم النبوي الشريف، قبل مغادرتهم لمكة المكرمة وبدء مناسك الحج. وتحتضن المدينة العديد من المساجد التي يحرص الحاج على زيارتها وأداء الصلاة فيها، ومنها أول مسجد أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم "مسجد قباء" الذي خطه بيده الشريفة عند مقدمه مُهاجراً من مكة المكرمة، وكذلك "مسجد الجمعة" الذي سمي بهذا الاسم لأنه شهد أول جمعة ومساجد: القبلتين والإجابة والغمامة وغيرها، إضافة إلى العديد من المواقع التاريخية التي يزورها الحجاج ومنها "جبل أحد" الذي سميت باسمه الغزوة الشهيرة، وكذلك "بئر عثمان" التي سخرها الخليفة الراشد للتجارة مع الله تعالى من خلال تركها وقفاً للمسلمين منذ أكثر من 1400 عام ومازال يُستفاد من مائها حتى اليوم. حجاج يلبون في الميقات استعداداً لمغادرة المدينة لحظات إيمانية لا يعادلها شيء أجمل الصور والذكريات في ساحة الحرم النبوي ضيوف الرحمن يوثقون زيارتهم للمساجد التاريخية