اليوان الصيني يتهاوى مع تكثيف ضغوط الحرب التجارية

  • 8/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تهاوى اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 14 شهرا مقابل الدولار أمس، متأثرا بالمخاوف بشأن تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وفي السوق الفورية، فتح اليوان في معاملات داخل البلاد على 6.8080 للدولار، وأنهى التداولات المحلية عند 6.8300، وهو أضعف مستوى إغلاق له منذ حزيران (يونيو) العام الماضي. ويتوقع المتعاملون تداول اليوان في نطاق بين 6.8 إلى 6.85 يوان للدولار في المدى القريب، ويتعرض اليوان وبقية عملات الأسواق الناشئة لضغوط إضافية جراء زيادة أسعار الفائدة الأمريكية. وبحسب "رويترز"، فقد زاد البنك المركزي الصيني نقطة المنتصف لليوان في بداية التداولات للمرة الأولى في خمس جلسات، لكن العملة الصينية انخفضت في الوقت الذي تستوعب فيه الأسواق نبأ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يتطلع إلى تكثيف الضغوط على بكين في نزاعهما التجاري. ويريد ترمب زيادة الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار إلى 25 في المائة من النسبة المقترحة في السابق البالغة 10 في المائة. وأحدث هذا النبأ الصادم لبكين اضطرابا في أسواق الأسهم الصينية، وقبل فتح السوق، زاد بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) نقطة المنتصف لسعر صرف اليوان للمرة الأولى في خمس جلسات إلى 6.7942 يوان للدولار بارتفاع 0.5 في المائة من سعر القطع السابق البالغ 6.8293. وتراجعت أسواق الأوراق الآسيوية أيضا خلال التعاملات، على خلفية الخسائر الكبيرة للأسهم الصينية، وتأرجحت أسعار سندات الخزانة اليابانية ذات السنوات العشر، في الوقت الذي يحاول فيه البنك المركزي الياباني الحد من ارتفاع العائد على هذه السندات. وقادت بورصات الصين وهونج كونج مسيرة تراجع بورصات الأوراق المالية في آسيا؛ حيث تراجعت مؤشرات الصين وهونج كونج أكثر من 3 في المائة، في حين تراجعت أسعار عملات الدول الصاعدة مع تراجع أسهم الدول النامية. وكانت احتمالات فرض رسوم أمريكية جديدة على السلع الصينية قد ازدادت قوة أخيرا، بعد مطالبة ترمب للممثل التجاري الأمريكي بدراسة زيادة الرسوم المفروضة على كمية قيمتها 200 مليار دولار من الواردات الأمريكية من الصين من 10 إلى 25 في المائة، وهو ما يمكن أن يدخل حيز التطبيق خلال الشهر المقبل. وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي بدأت فيه بكين وواشنطن البحث عن سبل العودة إلى مائدة المفاوضات لتسوية خلافاتهما التجارية. وقال روبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأمريكي: "هذا الأسبوع، كلّفني الرئيس النظر في إمكان زيادة الرسوم من 10 إلى 25 في المائة على واردات صينية تصل قيمتها إلى 200 مليار دولار.. الإدارة تواصل حض الصين على إنهاء ممارساتها غير النزيهة وفتح أسواقها والانخراط في سوق تنافسية حقيقية". وحثت الصين الولايات المتحدة أمس على أن تثوب إلى رشدها، وأفادت وزارة التجارة الصينية في بيان بأن بكين مستعدة تماما لأي تهديدات من الولايات المتحدة، وأنها سترد للدفاع عن كرامتها ومصالح شعبها، مضيفة أن الصين تلتزم بالحوار أداة لحل النزاعات، لكن المعاملة بالمثل، والوفاء بالتعهدات شرطان للحوار. وأوضح جنج شوانج الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، أن "الابتزاز والضغط على الصين لن يجديا إطلاقا.. وإذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات تزيد من التصعيد، فسنتبنى بالتأكيد إجراءات مضادة لحماية حقوقنا ومصالحنا المشروعة". ويتهم البيت الأبيض باستمرار بكين بممارسات "غير نزيهة" وبـ"سرقة الملكية الفكرية"، ويُطالب بتخلّي الدولة الآسيوية العملاقة عن هذه الممارسات، وخفض العجز التجاري الأمريكي بمقدار 200 مليار دولار، وبأن تفتح الصين أسواقها بشكل أكبر أمام البضائع الأمريكية. وتابع لايتهايزر: "بدلاً من تغيير سلوكها الضار، اتخذت الصين بشكل مؤسف، إجراءات انتقامية بحق الولايات المتحدة والعمال والمزارعين ومربّي الماشية والشركات"، في إشارة إلى الضرائب الصينية على بضائع أمريكية بقيمة 34 مليار دولار. واعتبر الممثل التجاري الأمريكي، أنّ رفع قيمة الضرائب الأمريكية "خيار إضافي لدفع الصين إلى تغيير سياساتها وسلوكها الضار". وستنتهي مهلة لمشاورات حول إمكانية زيادة في الرسوم الجمركية في الخامس من أيلول (سبتمبر) بدلا من 30 آب (أغسطس) الموعد الذي حدد أولا. وكان مسؤولون أمريكيون قد ذكروا في وقت سابق "لم نر تطورات لمعالجة هذه المشاكل"، مؤكدين أن الرئيس ترمب سيبقى حازما "للتوصل إلى نتائج". وحول علاقة الانتقادات الأخيرة لترمب بتراجع سعر اليوان الصيني، قال مسؤول أمريكي "لن أستخلص أي نتيجة حول ارتباط إعلان الإدارة بأي ممارسة محددة". لكنه ذكر أن بكين تعهدت في 2015 عدم خفض قيمة عملتها لتعزيز القدرة التنافسية لبضائعها، واتهم الرئيس الأمريكي في تغريدة أخيرا "الصين والاتحاد الأوروبي والآخرين بالتلاعب بعملاتهم عبر خفض معدلات الفائدة". ومنذ نهاية آذار (مارس) تفرض واشنطن رسوما جمركية إضافية 25 في المائة على الفولاذ و10 في المائة على الألمنيوم الصينيين، وفي السادس من تموز (يوليو) فرضت رسوما جمركية على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار أيضا. وتأتي هذه التطورات بينما قررت بكين وواشنطن هدنة في نهاية أيار (مايو) بإعلانهما "توافقا" لخفض العجز الأمريكي، لكن المفاوضات تعثرت بسرعة بشأن صياغة اتفاق رسمي. وأوضح مسؤول في مكتب الممثل الأمريكي للتجارة، أن "الرئيس ترمب يبقى منفتحا على المناقشات.. نحن على اتصال مع نظرائنا الصينيين حتى إذا لم تكن هناك مفاوضات"، مضيفا أن الطرفين "يسعيان إلى إيجاد الشروط لبدء" مفاوضات جديدة. لكن المجلس الوطني للتجارة الخارجية (منظمة أرباب العمل التي تمثل الشركات الأمريكية الكبرى)، يرى أن استراتيجية ترمب قد تؤدي إلى طريق مسدود. ويرى جيك كولفين نائب رئيس هذه الهيئة، أنه "من الصعب رؤية كيف ستؤدي هذه التهديدات الأمريكية الجديدة إلى تسوية ما يبدو أنه أزمة تجارية أكثر فأكثر". إلى ذلك، قال سورين شرودر الرئيس التنفيذي لشركة بانجي ليمتد الأمريكية العملاقة للمنتجات الزراعية والغذائية، إنه من الصعب العثور على أسواق بديلة للإنتاج الأمريكي من فول الصويا بعد قرار الصين فرض رسوم كبيرة على وارداتها من فول الصويا الأمريكي. وقررت الصين الشهر الماضي فرض رسوم إضافية 25 في المائة على وارداتها من فول الصويا الأمريكي ومنتجات زراعية أخرى، ردا على قرار إدارة ترمب فرض رسوم على واردات بلاده من المنتجات الصينية، وتستورد الصين احتياجاتها من فول الصويا من دول أمريكا الجنوبية. وأضاف الرئيس التنفيذي للشركة الموجود مقرها في نيويورك: "سيكون هناك تغيير كبير.. الصين في أي عام طبيعي تستورد أكثر من 20 مليون طن من فول الصويا الأمريكي خلال الربعين الأخير والأول من العام. ستكون هناك فجوة كبيرة في الصادرات الأمريكية، وسيكون من الصعب سدها اعتمادا على أطراف أخرى". وذكر شرودر لوكالة بلومبرج للأنباء: "لا أعتقد أن الدول الأخرى يمكن أن تسد النقص في الطلب إذا لم تعد الصين إلى الاستيراد من السوق الأمريكية". وبدأت الصين الآن الاستيراد من البرازيل، "وإذا لم يتم التوصل إلى حل فستواصل شراء هذا الفول من البرازيل كبديل للولايات المتحدة". وجاءت تصريحات شرودر بعد إعلان "بانجي" المفاجئ تسجيل خسائر خلال النصف الثاني من العام الحالي، لكنه أشار إلى أن الشركة قادرة على الأداء بقوة خلال النصف الثاني من العام الحالي.

مشاركة :