إمام المسجد النبوي: على المسلم محاسبة ذاته على خطرات القلب

  • 8/3/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي, المصلين في خطبة الجمعة اليوم بتقوى الله والتقرب إليه بما يرضيه سبحانه وتعالي. وقال "الحذيفي": فلاح الإنسان وسعادته في التحكم في نفسه ومحاسبتها ومراقبتها في كل صغيرة وكبيرة في الأقوال والأفعال، فمن حاسب نفسه وتحكم في أقواله وأفعاله وخطراته بما يحب الله ويرضى فقد فاز فوزًا عظيمًا. وأضاف: المؤمن يحاسب نفسه ويراقبها ويقيمها على أحسن الأحوال فيحاسب نفسه على الأفعال فيجاهدها في العبادات والطاعات ليأتي بها كاملة الإخلاص نقية سليمة من شوائب الابتداع والرياء والعجب بالعمل، مبتغيًا بعمله وجه الله والدار الآخرة ويحاسب نفسه ليوقع العمل الصالح ويفعله موافقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم مع الالتزام بدوام العمل واستمراره بلا ردة ولا انقطاع، إذ قال الله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين). واستشهد بالحديث القدسي عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك)، ويحاسب نفسه في نطقه وكلامه فلا يطلق لسانه في الكلام بالباطل والمحرم من الألفاظ وليتذكر أنه قد وكل به ملكان يكتبان كل ما نطق به لسان وكل ما عمل من عمل فيثاب على ذلك أو يعاقب قال الله تعالى (وإن عليكم لحافظين كرامًا كاتبين يعلمون ما تفعلون). وأردف: يجب على المسلم أيضًا أن يحاسب نفسه ويجاهدها في الخطرات والواردات على القلب والوساوس فإن مبدأ الخير والشر من خطرات القلوب ووارداتها فإن تحكم المسلم في الواردات على قلبه ففرح بواردات الخير واطمأن لها ونفذها أفلح وفاز وإن طرد وساوس الشيطان ووارداته واستعاذ بالله من وساوسه نجا وسلم من المنكرات والمعاصي وإن غفل عن وساوسه وتقبلها أورده المحرمات. وتابع: القلب الحي هو الذي تسره حسنته وتسوؤه سيئته والقلب الميت هو الذي لا يتألم بالمعصية ولا يحس بها ولا يفرح بحسنة ولا طاعة ولا يشعر بالعقوبات على الذنوب فتغره الصحة وإقبال الدنيا عليه، وقد يظن النعم كرامة له قال الله تعالى (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون).

مشاركة :