أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، المسلمين بتقوى الله عز وجل، والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال في خطبة الجمعة اليوم: تعظيم الله جل جلاله وتقدّست أسماؤه، أصل في تحقيق العبودية؛ فالإيمان بالله، مبنيّ على التعظيم والإجلال؛ فلا يصح الإيمان، ولا يستقيم الدين، إلا إذا مُلِئ القلب بتعظيم رب العالمين، وكلما ازداد المرء بالله علماً؛ ازداد له تعظيماً وإجلالاً. وأضاف: الله سبحانه وتعالى عظيم في ربوبيته، عظيم في ألوهيته، عظيم في أسمائه وصفاته، عظيم في ملكه وخلقه، عظيم في حكمته ورحمته، عظيم في تدبيره لشؤون خلقه، عظيم في الفصل بين عباده، وكل عظمة في الوجود فهي دليل على عظمة خالقها ومدبرها. وأردف: الخلق مهما عمل من تعظيم الله تعالى؛ فإنهم عاجزون عن تعظيمه كما ينبغي لجلاله؛ فحقه عز وجل أعظم، وقدره أكبر؛ ولكن المؤمن يبذل في ذلك وسعه، والعظيم سبحانه لا يخيب سعيه، ولا يضيع عمله، ويجزيه على قليل العمل أعظم الجزاء وأوفاه، وإن من أعظم ما يعين العبد على استشعار عظمة الله التأملُ في عظيم أسمائه وجليل صفاته، والتفكر في آياته ومخلوقاته الدالة على عظمة خالقها وكمال مبدعها، {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يُغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره؛ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: من عظّم الله تعالى، وقف عند حدوده، ولم يتجرأ على مخالفته؛ فإن عظمة الله تعالى وجلاله، تقتضي تعظيم حرماته، والاستسلام لأمره ونهيه، والتسليم لشريعته؛ {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}. وأضاف: الله تعالى خص مكة المكرمة من بين سائر البلاد؛ فحرمها يوم خلق الأرض والسموات، وأضافها سبحانه إليه تعظيماً لشأنها، وإجلالاً لمكانتها؛ فقال عز من قائل: {إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين}، وتوعد جل جلاله مَن نوى الإخلال بأمن حرمه وهَمّ بالمعصية فيه؛ أن يذيقه العذاب الأليم {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}؛ فكيف بمن تلبس بجرمه، فإن أمره أعظم، ووعيده أشد، وهو من أبغض الناس إلى الله تعالى؛ ففي صحيح البخاري، أن النبي صلى لله عليه وسلم قال: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة).. وذكر منهم (ملحد في الحرم)؛ أي: ظالم مائل عن الحق والعدل بارتكاب المعصية. وقال "المعيقلي": من نعمة الله تعالى على عباده المؤمنين، أن سخّر لبيته من يقومون على خدمته، والعناية به ورعايته؛ فشرّف الله بلاد الحرمين الشريفين المملكة فقامت بذلك خير قيام، وبذلت كل وسعها، وسخّرت إمكاناتها وأجهزتها، وهيّأت كل أسباب التسهيل والراحة، والأمن والسلامة؛ فجزى الله خيراً خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، على ما يوليانه من عناية خاصة، ورعاية للحجاج والمعتمرين، وأدام الله أمن هذه البلاد وأمانها، وعزها ورخاءها.
مشاركة :