حتى الآن، تنحصر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الرسوم الجمركية. وتبادل أكبر اقتصادين في العالم التهديدات بفرض عقوبات تجارية، لكن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كانت صاحبة السبق في هذا الهجوم. فمنذ يناير أعلنت واشنطن سلسلة من الإجراءات ضد مئات البضائع الصينية. ورغم أن بكين انتقمت هي الأخرى بفرض ضرائب مقابلة، تمتلك القوة الآسيوية العظمى ما لا يقل عن أربعة أسلحة أكثر قوة يمكن استخدامها إذا احتدم الصراع مع واشنطن. 1 – التضييق على الشركات الأميركية هناك عدة طرق للقيام بهذا، إذ يمكن لأي حكومة تشديد إجراءات الجمارك وفرض تدابير صارمة ورفع كلفة عمل الشركات الدولية على أراضيها. وتقول أستاذة الاقتصاد في جامعة سيراكيوز الأميركية، ماري لوفلي، في مقابلة مع «بي بي سي موندو»: للصين تاريخ في تبني مثل تلك الإجراءات وهو ما يمثل مصدر قلق واضح للأميركيين. وتضيف: لكن هذه الاستراتيجية ستكون لها كلفتها الباهظة على البلدين، إذ ستحد من إمكانية استثمار المصدرين في السوقين الأميركية والصينية. كما ستحد من المنافسة وسترفع الأسعار وتقلل الخيارات أمام المستهلكين. 2 – عزل الولايات المتحدة وخلافا لما هو بالولايات المتحدة، حيث يُقيد منصب الرئيس دستوريا بفترتين رئاسيتين فقط، ألغت الصين مؤخرا هذه القيود. وهذا يعني أن الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، لن يواجه أي ضغوط لتحقيق أي نتائج سريعة. ويشمل ذلك سعي إدارة الرئيس الصيني ببطء لتشكيل تحالفات تجارية مع دول أخرى وهو ما قد يؤدي إلى عزل واشنطن. ويرى محللون أن هذا يحدث بالفعل ضمن تحركات بكين الأخيرة إلى دول أخرى في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية. ويعتقد محللون أن الصين قد تأخذ زمام المبادرة في اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، وهي الاتفاقية التجارية المقترحة بين أستراليا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول بمنطقة الهادئ. وباتت الاتفاقية الآن شبه ميتة بعدما سحب ترامب بلاده منها في وقت سابق. وثمة سبب وحيد يجعل من الممكن تشكيل حلف جديد هو أن الصين ليست الدولة الوحيدة التي تضررت بتعريفات واشنطن الجمركية، فكندا والمكسيك، الدولتان الموقعتان على اتفاقية الشراكة، تخوضان نزاعا تجاريا مع واشنطن. وكذلك الاتحاد الأوروبي. 3 – خفض قيمة اليوان إذا قررت الصين شن هجوم مباشر، يمكنها حينئذ خفض قيمة عملتها، اليوان. وسيكون لخفض العملة الصينية تأثير مضاعف، فضعف العملة يعني صادرات صينية أرخص وأكثر تنافسية، وفي الوقت ذاته سيجعل المنتجات الأميركية أعلى ثمنا، ولا سيما تلك المعرضة لتعريفات جمركية أعلى. لكن التلاعب بورقة العملة سيكون قرارا من الصعب اتخاذه. ويمكن للصين ضخ الأموال إلى اقتصادها لدعم الشركات المحلية، وربما تلجأ لخيار خفض قيمة العملة، حسبما يقول جوزيف ستيغليتز، الكاتب الاقتصادي في بعض المؤسسات الإعلامية مثل مجلة فوربس ونيويورك تايمز. ولكن عندما تسفر حرب العملة عن نتائج قوية وسريعة، ستكون مخاطرها سلاحا ذا حدين. فالتوقعات بانخفاض قيمة العملة يمكن أن تدفع الأسواق المالية إلى صرف اليوان بأقل من سعره المخفض أصلا، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تقويض النظام المالي للصين. وكذلك، إذا انخفضت العملة الصينية، ستكون الرسوم الجمركية المفروضة على بضائعها أضعف تأثيرا. لكن يمكن أن يرد الأميركيون بفرض تعريفات جمركية أكبر، ما سيؤدي إلى احتدام الصراع. 4 – الحد من أرصدة الديون الأميركية وتحتفظ الصين بديون للحكومة الأميركية بقيمة 1.17 تريليون دولار، ويتكهن بعض الاقتصاديين بأن الصين قد تحد من أرصدتها من تلك الديون للانتقام إذا ما شُنّ عليها هجوم آخر. فعلى مدار العقدين الأخيرين، اشترت بكين عشرات من سندات الخزانة الأميركية كوسيلة للاستثمار الآمن، وجمعت الصين المليارات من فوائد تلك السندات. وإذا قررت الصين تصفية كمية كبيرة من هذه السندات، فستتلقى الأسواق العالمية هزة كبيرة، إذ سيضعف الارتفاع الكبير في معروض سندات الخزانة إلى حد كبير قيمتها، وسيجعل اقتراض المال باهظا للشركات الأميركية والمستهلكين. ونتيجة لذلك، سيشهد الاقتصاد الأميركي تباطؤا شديدا. لكن محللين يشيرون إلى أن انخفاض الأسعار سيوجه كذلك ضربة إلى الصين، ولن تجد بكين في السوق بديلا استثماريا بنفس ضمانات السندات الأميركية. الصين أضعف لكن بعض المحللين يعتقدون بأن الصين لن تصّعد من حدة الصراع لدرجة تتجاوز التعريفات الجمركية. ويقول الخبير في الاقتصاد الصيني بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، سكوت كينيدي، إن الصين أضعف بكثير إذا ما شُنت حرب تجاربة من الولايات المتحدة. فالاقتصاد الأميركي أقوى وأكثر فعّالية. ويشير كينيدي إلى أن بكين لا يمكنها إثارة أزمة مالية من خلال بيعها للسندات، لأن الولايات المتحدة سترد فورا بفرض مزيد من التعريفات الجمركية لتعويض خسائرها. ويشير كينيدي إلى أن «الصين يمكنها أن تضيق على الشركات الأميركية العاملة على أراضيها، لكنها ستكون مسألة «حالات معدودة». لكن الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، جوزيف ستيغليتز، يقول إن الصين في وضع أفضل «للتغلب على العاصفة». ويضيف: ان الصين تمتلك أدوات وموارد تساعدها في امتصاص أثر أي حرب تجارية. فبكين تجلس على ثلاثة تريليونات دولار من الاحتياط النقدي. لكن النتيجة الوحيدة المؤكدة هي أن هذه الحرب ستتجاوز تداعياتها حدود البلدين، ما قد يزعزع استقرار الأسواق على المستوى العالمي.(ارقام) «يونيبك» الصينية تعلق واردات نفط أميركية قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن «يونيبك» الصينية، ذراع تجارة النفط التابعة لشركة النفط الحكومية العملاقة سينوبك، علقت واردات النفط الخام من الولايات المتحدة بسبب نزاع تجاري متصاعد بين واشنطن وبكين. وطلبت المصادر عدم نشر أسمائها لأنها غير مخولة بالحديث إلى وسائل الإعلام. ومن غير الواضح إلى متى سيستمر التوقف المؤقت، لكن أحد المصادر قال إن «يونيبك» ليس لديها أي حجوزات جديدة للخام الأميركي حتى أكتوبر على الأقل. (بكين، سنغافورة – رويترز) الصين تفقد ترتيبها كثاني أكبر سوق للأسهم فقدت سوق الأسهم الصينية مكانتها كثاني أكبر سوق عالمية لمصلحة اليابان، فيما ظلت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بلا منازع. ووفقا لبيانات «بلومبرغ»، فمع انتهاء تعاملات الخميس الماضي، وبعد التراجع الذي شهدته الأسهم الصينية بلغت قيمتها السوقية 6.09 تريليونات دولار بالمقارنة مع 6.17 تريليونات دولار لنظيرتها اليابانية. ومن المعلوم أن قيمة الأسهم الأميركية تناهز 31 تريليون دولار مع الارتفاعات القياسية التي تحققها الاسهم. (ارقام)
مشاركة :