ما زالت مرارة ذكرى الغزو العراقي على الكويت في الثاني من أغسطس 1990 حاضرة في الاذهان، وما زال الشعب الكويتي يئن من مرارة تلك الذكرى المؤلمة التي كانت بحق كارثة دولية وعربية، حيث انتهكت القوات العراقية كل القوانين والاعراف الدولية. لكن العبر والدروس التي بينت اصالة الشعب الكويتي يجب ان تدرس للاجيال الصاعدة، حيث حوّل الشعب الكويتي المحنة الى منحة إبان فترة الاحتلال الغاشم، وتمثل ذلك في تضافر جهود ابناء الشعب الكويتي بكل مكوناته لدحر الاحتلال، وكان شعار الكل «الكويت اولا»، حيث تلاشت روح الطائفية والفئوية والحزبية وبرزت روح الولاء للوطن، واعطى الشعب الكويتي الدروس في التلاحم الوطني والالتفاف والولاء المطلق لقيادة آل الصباح للبلاد، ووضح ذلك جليا في مؤتمر جدة، حيث جدد الشعب الكويتي بكل مكوناته الولاء الكامل لصاحب السمو امير البلاد آنذاك المغفور له الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، ولا يفوتنا الاعتراف بجميل كل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع الحق الكويتي آنذاك، وكلنا نذكر قرار مجلس الأمن رقم 666 الذي طالب العراق بضرورة خروج قواته من الكويت من دون قيد أو شرط، وتناغم موقف الجامعة العربيّة مع قرار مجلس الامن، وبموجب القرارات الدولية تم إعطاء العراق مهلة للانسحاب من الكويت حتى يوم 15 يناير سنة 1991م. وبعد تعنت النظام العراقي ورفضه الخروج من الكويت، اجتمع ما يقرب من مليون جندي من دول التحالف الدولى من أربع وثلاثين دولة، وحدد يوم الخامس والعشرين من شهر يناير لسنة 1991م، بداية الحرب على العراق تلك الحرب التي عرفت بعاصفة الصّحراء، وواصلت الحرب اشتعالها الى ان تم دحر القوات الصدامية، وبفضل الله ثم بجهود قوات التحالف الدولية حررت الكويت، في اليوم السادس والعشرين من شهر فبراير سنة 1991. وبحمد الله بعد انتهاء الحكم الصدامي للعراق عادت العلاقات الكويتية العراقية راسخة ومتينة.. ونسأل الله ان يديم على كويتنا الأمن والاستقرار. عبدالله الغريب
مشاركة :