«صمم عقلك»... دعوة إلى التفكير السليم والمبتكر

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أقام أخصائي تربية الموهوبين علي الشايع ورشة عمل عنوانها «صمم عقلك»، وذلك ضمن فعاليات وأنشطة مهرجان صيفي في دورته الـ13. وأوضح الشايع أن أهمية ورشته تنبع من ضرورة التركيز على مسألة الخروج من قوقعة أن نكون تابعين ومنفعلين دائماً بدلاً من أن نكون تابعين لأنفسنا، متسائلا: «لماذا لا يكون لدينا تصميمنا الخاص والنابع من عقولنا؟ ولماذا لا نخوض التحديات وقد أعطانا الله تعالى القدرة على التفكير وربط الأمور ببعضها والاستفادة مما نمتلكه من إمكانيات وطاقات واستغلالها بالعمل الجاد والبحث والتجريب، وتحويل الأفكار إلى إبداعات واختراعات وأشياء قابلة للتطبيق العملي بما يعود بالنفع علينا وعلى مجتمعنا وبيئتنا بل والعالم».وانتقل الشايع إلى المرحلة العملية من الورشة، والتمرين الأول عنوانه «كيف نحقق التوازن في العقل؟»، حيث قسّم الحضور إلى مجموعات عمل عدة، وطلب من كل مجموعة التفكير في ما يحيط بها من بيئات مختلفة كالمنزل أو العمل أو مكان عام إضافة إلى استرجاع شيء من مرحلة الطفولة، ومشاركة أفراد المجموعة في اختيار شيء محدد من كل من هذه البيئات ودمج هذه الأشياء مع بعض للخروج بشيء جديد ومستحدث بعد النقاش والحوار وتسجيل الملاحظات فيما بينهم.وتحويل ذلك المنتج إلى لوحة مرسومة وفقا لمخيلة المجموعة، مع تصور شعار للمنتج وحتى اختيار السعر والتسعيرة له كمنتج قابل للتداول انطلاقا من الخيال والتفكير، فكل مشروع مهما كان كبيرا ومعقداً كانت بدايته فكرة، وكل ما نشاهده حولنا من منتجات وتطور في جميع المجالات كان عبارة عن أفكار تحولت إلى أعمال ومنتجات من خلال التصميم والعمل والإصرار على تقديم منتج جديد، والأمثلة كثيرة جداً حولنا.وقال الشايع: «إن تصميم الأفكار مرتبط بالإبداع في كل ما يدور حولنا وما نشاهده من حرف يدوية وفنون متنوعة واختراعات وموسيقا وأدب وغيرها من المجالات التي يلاحظها الإنسان في حياته اليومية، وكل منا قادر على توليد الأفكار والتوسع في خياله بما ينعكس إبداعاً وعطاء». والمرحلة الثانية ارتكزت حول كيفية تحقيق التوازن، وكيفية العمل على توزيع المهام في الدماغ، وتوزيع الأهداف والأولويات، وترتيب الأمور وفق أهميتها والأفكار وفق تسلسلها المنطقي، لنتمكن من اتخاذ القرارات السليمة وتطبيق تلك القرارات بشكل عملي مع دراستها بشكل متكامل ومن جميع الجوانب للوصول إلى استخلاص النتائج والبناء عليها.والمرحلة الأخيرة من الورشة تضمنت مسألة الهيمنة على جزء معين من الدماغ، والتركيز على هدف معين وعدم التشتت في أشياء كثيرة بحيث تكون الاهتمام منصباً على تحقيق غاية معينة والعمل على الوصول إليها بشتى الطرق من تفكير وبحث ودراسة وبذل الجهد والعمل بالشكل الذي يثبت مدى استفادتنا من تنوير العقول واستخدام الجوارح للوصول إلى النجاح.وفي الختام فتح الشايع باب النقاش للحضور الذين أبدواً تجاوبا رائعاً مع ما قدمه من أفكار، وبما لمسوه من تطور ذاتي في طرق التفكير الفردية والجماعية، ومدى تأثرهم بروح الحوار وأسلوب النقاش الجماعي القائم على التفكير المشترك للوصول إلى الهدف المطلوب.

مشاركة :