فايننشيال تايمز: الولايات المتحدة تتخلى طواعية عن تفوقها الاقتصادي للصين

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاتب البريطاني فيليب ستيفنز إنه لأمر مغرٍ أن يتحدث البعض عن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخارجية، واعتبار الصين أكبر الخاسرين جراءها، لكن الواقع يشير إلى أن العكس هو الأكثر ترجيحاً، وأن الصين تستفيد مما يتخذه ترمب من إجراءات على الصعيدين الأوروبي والآسيوي.أضاف الكاتب في مقال بصحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية أن الضوضاء التي تتحدث عن إحراج ترمب للرئيس الصيني شي جين بينج تخفي أثراً طويل الأمد ناجماً عن السياسية الخارجية الأميركية، وأن أي ضرر قصير الأمد تحدثه تلك السياسة أن يجب أن يوضع أمامه في الكفة الأخرى المكسب الاستراتيجي الضخم للصين الذي تجنيه بكين من وراء وجهة النظر العالمية للرئيس ترمب. وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تتخلى بالفعل عن تفوقها العالمي للصين، وأن صناع القرار في ثاني أكبر اقتصادي عالمي لديهم بالفعل خطة للسيادة على العالم منذ وقت طويل. وشرح الكاتب أن الولايات المتحدة بدأت تدريجياً فقدان الهيمنة العالمية، ليس من الجوانب العسكرية والتكنولوجية، لكن من خلال نظام التحالف الدولي الفريد الذي أقامته في العقود الماضية، عبر توقيع اتفاقات عسكرية وأمنية واقتصادية مع حلفاء لها في قارتي آسيا والشرق الأوسط، وإقامة عدد من القواعد العسكرية في عدة بلدان، والتي صارت جزءاً من هيكل القوة الأميركي. أما الصين، يتابع الكاتب، فليس لديها سوى القليل من الدول المذعنة مثل كمبوديا، بالإضافة إلى شرائها خضوع بعض الدول لها من خلال استثماراتها الأجنبية. وأشار الكاتب إلى أن ترمب يتخلى عن هذا التفوق، عبر تفكيك أعمدة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، فقد أخل الرئيس الأميركي بالتزامات بلاده تجاه التغير المناخي، وانتشار السلاح النووي، وحلف الناتو، والاتحاد الأوروبي، والمعاهدات الأمنية القديمة مع اليابان وكوريا الجنوبية. وأكد الكاتب أن المصداقية والثقة التي بنيت عليها القوة الأميركية تضعف، وأن الدول ربما تتساءل: لماذا علينا احترام نظام عالمي أنشأته أميركا طالما أن الأميركيين أنفسهم لا يحترمونه؟ وأشار الكاتب إلى أن أهداف الصين الاستراتيجية على المدى الطويل واضحة بما فيه الكفاية، وتشمل استعادة هيمنتها على جنوب شرق آسيا، كما أنها تريد أن تكون القوة الرائدة في يوروآسيا، وأن طموحات بكين هذه مبنية على أساس الادعاء بحاجتها لخفض النفوذ الأميركي مع الوقت، وهو ما يفعله ترمب بحماسة في الوقت الراهن.;

مشاركة :