ارتفعت وتيرة الضغوط على نظام الملالي الحاكم في إيران، أمس الجمعة، لتتوسع تظاهرات الإيرانيين في مدن وقرى بلادهم، مطالبة النظام الحاكم بالتوقف عن صرف أموالهم في معاركه الخارجية في سوريا واليمن وغيرهما من بلدان المنطقة، والتركيز على ما تمر به البلاد من مشكلات اقتصادية، بينما يترقب النظام الإيراني بدء تطبيق العقوبات الأمريكية عليه. وفي موجة هي الأعنف منذ احتجاجات يناير العام الحالي، يرى الشعب الإيراني أن الأحوال الاقتصادية للبلاد لن تتحمل فرض المزيد من العقوبات، وهو ما يستدعي تغييرات فورية وعاجلة للسياسة التي يتبعها النظام الحاكم إزاء عدد من الملفات الملتهبة في الشرق الأوسط وعلى رأسها سوريا واليمن. وقالت شبكة فويس أوف أمريكا إن انتشار الاحتجاجات المناهضة للحكومة وتوسعها في مختلف المدن والمناطق تعني أن الإيرانيين سئموا ويلات بلادهم الاقتصادية، وهو ما ظهر من خلال نزول الشعب في ما يزيد على 10 مدن رئيسية، ما يُشكل أكبر تحدٍّ يواجه نظام الملالي في الوقت الحالي منذ المظاهرات التي شهدتها البلاد في شهر يناير. وأظهرت الصور والتقارير التي أرسلها الصحفيون في إيران، أن المظاهرات التي غزت الشوارع أمس شملت العاصمة طهران وتسع مدن أخرى: الأهواز، همدان، أصفهان، كرج، كرمانشاه، مشهد، شيراز، أورميا وفارامين. وأظهرت تقارير سابقة من يومي الثلاثاء والأربعاء أن المظاهرات المناهضة للحكومة تركزت في أصفهان وكرج، بالإضافة إلى احتجاجات صغيرة في مدن أخرى. وقالت بعض التقارير الصحفية للمواطنين إن قوات الأمن الإيرانية حاولت تفريق المظاهرات بالغاز المسيل للدموع والضرب واعتقال المتظاهرين، لكن لم تكن هناك تقارير موثوقة بشأن عدد الإيرانيين الذين تعرضوا للأذى والاعتقال من قبل السلطات.وفي علامة على تزايد مشاعر الإحباط لدى الإيرانيين، ردد المتظاهرون أمس الجمعة شعارات تطالب صراحة بإنهاء حكم نظام الملالي في إيران، الذين استلموا السلطة عام 1979. ويوجه النظام الحاكم في إيران جزءًا كبيرًا من قدراته المادية، لدعم التنظيمات الإرهابية في عدد من البلدان مثل سوريا والعراق واليمن، وهو ما أشعر الشعب الإيراني بأن أموال بلاده تنفق في غير محلها، وبدل من أن تكون سببًا في حل أزماته الإنسانية يستخدمها النظام لأغراضه السياسية في منطقة الشرق الأوسط.إلى ذلك، ذكرت جريدة التايمز البريطانية أن سلطات الحدود البريطانية في مطار هيثرو بالعاصمة لندن، احتجزت أجزاء لصواريخ إيرانية قبل أن تذهب إلى طهران. وأضافت الصحيفة في تقرير لها بثته من خلال موقعها على الإنترنت، أن موظفي قوة الحدود في مطار هيثرو أحبطوا محاولة يشتبه أنها لأجزاء من صواريخ من المملكة المتحدة إلى إيران، بحيث تم اعتراض ما لا يقل عن اثنتين من الحلقات التي تعد جزءاً من تصنيع الصواريخ في خلال تفتيش الشحن.وقالت الجريدة إنه يمكن استخدام مكونات المطاط الصغيرة لتشكيل الأختام في الرؤوس الحربية، وعندما يتم اكتشافها يتم إرسالها للاستخدام في صناعة النفط الإيرانية، لكن المفتشين أصبحوا مرتابين من أن الهدف الحقيقي للتصدير هو استخدامها في الصواريخ.وأوضحت أنه يجري التحقيق في الشحنة التي تم اعتراضها في وقت سابق من هذا العام ويمكن أن تؤدي إلى توجيه اتهامات ضد المسؤولين عن إرسال هذه الأجزاء.من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الجمعة إن دور الصين «محوري» في إنقاذ الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في وقت سابق من العام. وقال ظريف «دور الصين في تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وفي التوصل إليه والآن في الحفاظ عليه سيكون محورياً».ويترقب الإيرانيون موعد عودة العقوبات الأمريكية الاثنين إذ إنها تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار الذي اضعفه أساساً الفساد والإدارة السيئة.(وكالات)مخاوف من تمدد العنفذكرت الوكالات الحكومية الإيرانية في وقت متأخر من مساء أمس أن «تظاهرات متفرقة» ضمت بضع مئات من الأشخاص جرت في عدد من مدن البلاد مثل شيراز (جنوب) والأحواز ومشهد وكرج قرب طهران. وأظهرت تسجيلات فيديو وضعت على شبكات التواصل الاجتماعي ولم يعرف مصدرها تظاهرات في مدن سياحية مثل أصفهان وكذلك في طهران. وأكد عدنان طبطبائي مدير المعهد الفكري الألماني «كاربو» الذي يتابع القضايا الإيرانية من كثب أن «هذه التظاهرات ستتواصل»، وأضاف أن «السلطة تعرف أنها شرعية لكن الخطر يكمن في أن تخترقها مجموعات من داخل البلاد ومن خارجها وأن تصبح عنيفة».
مشاركة :