بوتين يغري ماكرون بالعودة إلى عرين الأسد لإعمار سوريا

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مراقبون يرون أن الوضع في سوريا يتطلب من الأوروبيين أن يكونوا واقعيين حيال اختلال توازن القوى، ومحاولة بناء استراتيجية تهدف إلى منع حدوث سيناريو أسوأ في سوريا. السبت 2018/08/04 غموض في تحركات فرنسا في الوقت الذي أثيرت فيه مؤخرا العديد من التساؤلات عن إمكانية تفريط الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الملف السوري لفائدة موسكو، أثارت الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتعاونه مع فلاديمير بوتين في مسألة توزيع مساعدات إنسانية في الغوطة الشرقية بإشراف قوات روسية وأخرى تابعة لنظام الأسد، جدلا واسعا في أوساط أوروبية حذّرت من أن يكون ماكرون قد باع نفسه لبوتين، ما قد ينجرّ عنه جرّ أوروبا إلى الاستسلام لسياسات موسكو في الملف السوري. لندن - أثار التعاون الفرنسي- الروسي الأخير بشأن تقديم مساعدات إنسانية في سوريا ردود فعل رافضة لتقارب باريس وموسكو، حيث وصلت حدة الانتقادات الموجهة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى حدّ اتهامه بالانخراط في حملة دعائية تروّج لصورة روسيا. في هذا الصدد، نشرت صحيفة الـ”غارديان” البريطانية مقالا تحليليا مطوّلا عن تعاون فرنسا الأخير مع روسيا بتقديم مساعدات إنسانية في سوريا، وارتباط ذلك بمدى نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جرّ ماكرون وتوظيفه في حملة دعائية مرفوضة أوروبيا تروّج لصورة روسيا، من أجل تأمين أموال “إعادة إعمار” سوريا من الغرب. وقالت ناتالي نوجايريدي كاتبة المقال “في الحادي والعشرين من يوليو، هبطت طائرة شحن عسكرية في مسلك للطائرات بمدينة شاتورو وسط فرنسا، حُمّلت بـ50 طنا من المساعدات الإنسانية متكونة من إمدادات طبية وخيام واتجهت إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا وهي القاعدة التي شنّت منها القوات الروسية هجمات عنيفة على المدن والأحياء السورية منذ عام 2015 لدعم نظام بشار الأسد الوحشي”. وأكدت ناتالي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يُحاول العودة إلى الساحة السورية برعاية ومباركة من موسكو عبر بوابة المساعدات الإنسانية، التي تعتبر المنفذ الوحيد الذي يسمح له بالدخول، وهو ما اعتبره أغلب المراقبين سقوطا أخلاقيا وتراجعا فاضحا غير مبرّر عن الموقف الفرنسي الرسمي والشعبي على مدى أعوام من الحرب السورية. واعتبرت الصحيفة أنه من عدة نواح، “كانت هذه هي اللحظة التي باع فيها إيمانويل ماكرون نفسه إلى بوتين في سوريا”، مؤكدة أن هذه المهمة المحرجة لم تهز فقط صورة فرنسا وحدها، لأن القصة توحي بأشياء أخرى تؤكّد الانتكاس الغربي الأوسع، متسائلة “كيف يمكن للديمقراطيات أن تضحّي بسهولة بالمبادئ، وكيف تستفيد الأنظمة الاستبدادية من هذا الضعف؟”. وأشار نفس التقرير إلى أنه قد تم الاتفاق، على هذه العملية المشتركة، بين ماكرون وبوتين خلال اجتماعهما في شهر مايو في سانت بطرسبرغ، وفقا لبيان فرنسي- روسي مشترك، أكّد أن المساعدات ستوجّه إلى سكان الغوطة الشرقية، إحدى ضواحي دمشق التي حاصرتها قوات النظام وقصفتها الطائرات الروسية بشكل كبير. وتعدّ الغوطة الشرقية المكان الذي استخدمت فيه قوات الأسد الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في شهر أبريل الماضي، وهي جريمة أنكرتها الدبلوماسية الروسية في مختلف المحافل الدولية. وشددت كاتبة المقال على أنه كان من المفترض أن يتم توزيع المساعدات رسميا بإشراف الأمم المتحدة، ليتبين لاحقا أن هذا غير صحيح عبر نفي الأمم المتحدة أيّ دور لها في العملية، وأن الجيش الروسي والسلطات السورية هما من أشرفا على توزيع الإمدادات الطبية. وأكدت أن فرنسا سمحت لنفسها بأن تكون جزءا من حملة دعائية روسية سورية تهدف إلى عرض التعاون مع دولة أوروبية دأب دبلوماسيوها على مدى سبع سنوات على إدانة سياسات الأسد وبوتين في سوريا، مؤكدة أن سبب موافقة ماكرون على المساعدة في التلميع “الإنساني” لمشاركة روسيا في سوريا “غير واضح”. وكانت وسائل إعلام روسية يسيطر عليها الكرملين مثل “سبوتنيك” و”آر.تي”، القناتين اللتين انتقدهما ماكرون علنا ​​في عام 2017، قد سارعت للحديث عن هذه الأخبار باستفاضة واهتمام كبيرين، بينما لم تحظ المسألة في فرنسا باهتمام يذكر، حيث انصبّ التركيز بشكل تام على فضيحة بنالا، حارس الأمن في جهاز ماكرون الذي ضرب محتجين خلال مظاهرات في باريس، وهو ما شتتّ الانتباه عن تحوّل سياسة ماكرون المذهل في سوريا بحسب الصحيفة.

مشاركة :