«حج المرأة بلا محرم» قضية تطرح مع قرب كل موسم للحج، إذ اجمع العلماء على أن الحج يجب على المرأة إذا استطاعته، واختلفوا هل وجود الْمحرم لها من شروط الاستطاعة، ولعل أكبر معضلة تواجهها المراة عند رغبتها بالحج البحث عن المحرم. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق خلال حديثه في برنامج فتاوى على القناة السعودية الأولى، ان النساء اللاتي يسكن في المدن القريبة من المشاعر لسن في حاجة إلى محرم، اذ تركب المرأة «باصاً» للنساء من بيتها، وتدخل في الخيمة مع النساء، وتستطيع الاتصال بزوجها أو بأي أحد من محارمها، فيأتيها من البيت في غضون ساعة. وأضاف أن عدم وجوب المحرم ينطبق كذلك على الخادمات؛ لأن الخادمة تعيش في الغالب دون محرمها، فالأصلح لها أن تحج بدون محرم من أن تجلس في البيت، وأشار إلى أن العلماء اختلفوا في وجود المحرم في الحج الواجب، وبعضهم أجاز للمرأة أن تحج مع النسوة الثقات، لكن هناك أدلة كثيرة تؤكد وجوب وجود المحرم. فيما يرى المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للطب الشرعي الدكتور صالح الحيدان ان الأصل المقرر في شريعة الإسلام ألا تسافر وحدها، بل يجب أن تكون في صحبة زوجها، أو ذي محرم لها، ومستند هذا الحكم قول رسول الله «لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم»، والمحرم هو من تحرم عليه كأخ أو زوج أو عم ونحوه ويشترط في المحرم أن يكون بالغاً عاقلاً لا صغيراً ومعتوهاً. واكد «إذا حجت المرأة من غير محرم فهي آثمة، وحجها صحيح». واضاف هناك حالات يسمح للمرأة بالحج بدون محرم في حال لم يكن لديها محرم عليها تسافر معه ويكون اهله معه . وان لم يكن لديها محرم نهائيا تضطر للحج مع عصبة نساء. ويؤكد ان الرجل اثم ان لم يحجج اهل بيته لان الله جعل القوامة للرجل على المرأة (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم). «الحياة» تواصلت مع العديد من شركات الحج ولم تشترط بعض الشركات على النساء وجود محرم لمنحهن الترخيص وأن المسألة مرتبطة بقناعات مسؤولي تلك الشركات بضرورة وجود محرم من عدمه. وأوضحت مديرة القسم النسائي لاحدى حملات الحج منيرة السلوم أن «الحج عصبة عبارة عن مجموعة نساء بدون محرم كالأرامل أو انعدام محرم او مطلقة او من ترغب بالحج لوحدها. يتم تسجيلهن كمجموعة نساء في حملات الحج يذهبن لاداء فريضة عمرة أو حج فيكن في باص واحد أو من خلال شركة طيران واحدة، وتكون أعمارهن غير محددة. وغالبا ما تكون الاعمار بين الاربعين وما فوق، والحد الأدنى لعصبة النساء من 10 إلى 15 امرأة، وتختلف من شركة لاخرى. وعن كيفية معرفة النساء بهذه العصبة تقول: عندما تأتي البعض منهن تسأل عن رغبتها في الحج، ولكنها بدون محرم فيتم تعريفها بإمكانية الحج كعصبة نساء، ويتم معاملتها معاملة أي حاج.