فضيلة الشيخ أحمد مهنا السيسي في خطبة الجمعة إحياء سماحة الإسلام ضرورة.. ليحيا الناس في ظل التسامح والمحبة

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في خطبته ليوم الجمعة أمس في جامع أبوحامد الغزالي تحدث فضيلة الشيخ أحمد مهنا السيسي عن أن «إحياء سماحة الإسلام ضرورة».. فيقول: «إن إحياء السماحة التي لا نظير لها ضرورة ليحيا الناس في ظل التسامح والمحبة والهناء».. ثم قال: «إن جلب السعادة والتيسير على الخلق هو أسمى مقاصد دين الإسلام وشريعته».. وفيما يلي نص خطبة الشيخ السيسي أمس: لقد دلت آيات كتاب ربنا صراحةً على أن دين الإسلام دين السماحة والتيسير ورفعِ الحرج، قال تعالى: (يريدُ اللهُ بكُمُ اليسرَ ولا يريدُ بكمُ العسرَ) وما بُعِثَ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قبل ربه إلا ليأخذ بأيدي الناس إلى طريق الهداية والنور والسماحة والسرور، فكانت رسالته سامية سمحة مرنة، تجمع ولا تفرق توحد ولا تشتت، رسالة تحقق الغايات النبيلة، فمن خالف روحها فإنما يخالف الدين بغاياته ومقاصده. ومما لا مراء فيه، أن إحياء هذه السماحة التي لا نظير لها، ضرورةٌ ليحيا الناسُ في ظل التسامح والمحبة والهناء..، ولا يكون ذلك إلا من خلال التطبيق العملي لهذه السماحة، ثم محاربة كل ما يخالفها من الأفكار المتطرفة الطارئة على دين الإسلام، الذي هو بعيد كل البعد عن الجمود والانغلاق وضيق الأفق، بل هو دين الوعي والبصيرة النيّرة التي تحقق مصالح الناس في أوطانهم بقيمه الإنسانية وتشريعاته السماوية الراقية، التي تسعد البشرية بأمنها وأمانها.. فسلامٌ على من أكرمه الله للعيش الرغد في ظلالها الوارفة.فرسالةُ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسالةُ المكارم كلها من عدل ورحمة وتيسير وصدق وأمانة وبر ومروءة ونجدة. أما الظلم والقسوة والكذب والغدرُ والفجور والخيانةُ والقطيعةُ فلا. فاحذر أيها المسلم أشد الحذر من هذه الصفات الذميمة وممن يتصف بها، صيانة لدينك وحفظا لعرضك. أيها المسلمون لقد رسخ نبينا صلى الله عليه وسلم تعاليم الإسلام السمحة وقيمه النبيلة في نفوس أصحابه وضمائرهم، فكانت منهج حياتهم، عاشوا بها وتعايشوا مع الناس فهذا سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يلخصها للنجاشي: وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفُحْشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ. أيها المسلمون لقد زخر كتاب ربنا عز وجل بالدعوة إلى التسامح وحسن الصلة والعلاقة مع جميع الناس قال تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» مهما اختلفت أجناسهم ومعتقداتهم وقال تعالى: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ». فلم تعرف البشريةُ دينًا أو قانونًا سمحًا يسيرًا كسماحة الإسلام ويسره في عباداته ومعاملاته وأخلاقه، تلائم الإنسان وفطرته، قال عز وجل: «يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا». ففي العبادات نرى أن صلاة المسافر ليست كصلاة المقيم في عدد ركعاتها وكذا المرض يكون سببا لفطر الصائم.. فـ(المشقة تجلب التيسير) بحسب قواعد فقه الإسلام التي بنيت عليه أحكامه. أما في جانب المعاملات فتتجلى السماحةُ في مثل قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى» وأما الرحمة للمقترضين والحث على إمهالهم أو إعفائهم من ديونهم فتتجلى في قول ربنا: «وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ». أما في مجال التعايش الإنساني فقد انتقل نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ودرعه مرهونةٌ عند يهوديّ، ذلك ليضرب لنا مثلا عمليًا في التسامُح والتعامل الإنساني. وأما سماحة الإسلام في مجال التكافل.. فقد بنى الإسلام مجتمعه على المحبة والتضحية والفداء والإيثار بعيدًا عن الكراهية والأنانية والشُح والبُخل قال تعالى واصفًا الأنصار رضي الله عنهم: «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ». وكما أمر الإسلام بالتسامح والتصالح نهى عن التشدد والغلو محذرا من خطورته وآثاره السلبية على المجتمع فقال صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ». فلنتخذ من التسامح والاعتدال منهجا في كل أقوالنا وأفعالنا وتصرفاتنا أسوةً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسى أعظم صورة لترسيخ أسس المواطنة والعيش المشترك بعيدًا كل البعد عن التفرقة والتمييز المقيت والتطرف.

مشاركة :