يخاطب صديقه في أعقاب مناسبة اجتماعية تخص أحد أفراد أسرته المقربين جدا بكل ما في الوصف من معنى، مناسبة نالت تقدير الحضور وأحرزت من الصيت أكثره، ميزها بشهادة الحاضرين بداية ونهاية، بل في كل مفاصلها قدوم مروة ولطف المجتمع المحيط على وضح النقاء وظهور مؤازرة الدائرة الاجتماعية الأبعد على كل مستوى - الدائرة الأقرب بجميل القول والفعل عند كل راصد، قال له: لماذا تتوارى وراء الأعمدة على مقربة من صحون الوليمة؟ لماذا انسحبت في معية أشباهك من مصافحة الكرام وقد أتوا من كل صوب استجابة لدعوة أقرب الناس لك، أنت منه وهو منك؟ - ما زال يخاطب صديقه - كرام تحركهم الرغبة الصادقة في المشاركة إما تلبية لصلة القرابة أو تماشيا بشكل أو بآخر مع قانون القبيلة والمألوف من أحكامه. تفرع السؤال: لماذا أنت تتشدق في مقاهي الضحى على خجل عند كل من يعرفك بشيء من النخوة المؤجل حضورها في حضرة كرام القوم وقد كشفت خلاصة الوقائع أنك تمد يدك في جيبك وتكفتها وتستدير في وجه الورقة الوحيدة الرابحة في يدك؟ (هذا عند محدثكم سؤال شجاع غير مألوف، فما أردى من الديان إلا الضمان كما يقول المثل القريب من اليقين في بعض المواقف والأحداث لمعرفتي بصاحب السؤال والمقصود به). سكت صاحبه الممتلئ بلا شيء غير الكذب، الوكيل الحصري لخاصية المادية تلك التي تغطيه من الرأس إلى القدم. لا شيء يقوله تحت سطوة الحقد وشدة تحرك النية السيئة في نفسه، وقبلها وبعدها قصر اليد الصفة التي تغطيه ومعه الخارجون من ذات المكان وهذا ما يريد تحريكه والدعاية له والتسويق له صاحب السؤال الساخن المنبعث من طواحين الخبث. قصة قصيرة لا تستعير من الخيال أدنى لمحة أو خيط إطلاقا، أحداثها دارت في الأيام الفائتة على أرض الواقع بشهادة الشهود العدول. يا أهل ترى ماذا حل بالناس؟ الأقارب يتصارعون على أتفه الأسباب ويختلفون على طريقة بائعات السمسم في الطرقات قبل مغيب الشمس، ثمة من يريد العلياء وهناك كثيرون لا يتهاونون في جر الكرام للوراء. لزوم ما يلزم أن البعض يقزم ذاته على طريقة النعامة تحت ضغط تكوينه الهش واعتلاله النفسي. وبكم يتجدد اللقاء. alyamimanae@gmail.com الحياء النعامة
مشاركة :