العشب الصناعي استهلك وملعب واحد لخمسة فرق!

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مع كل موسم كروي تتجدد الشكاوى من الأندية لسوء الملاعب أو قلتها، المتاحة لكثير من الفرق، وبالذات للأندية التي لا تملك سوى ملعبا بالعشب الصناعي، قد يكون الدهر (أكل عليه وشرب) وصارت هذه الملاعب على الأغلب ملاعب سطحية امتحى العشب المصنّع عن ارضيتها، وصار اللاعبون يخشون من الجري أو السقوط عليها خوفا من الاصابة، فضلا عن أن هذه الملاعب لا يتم رشّها بالمياه قبل أو بعد التدريب للحفاظ عليها، وهو أمر يحدث في كل الدول التي لديها العشب الصناعي، كما أن وجود ملعب واحد يجعل المدربين، سواء للفريق الأول أو الفئات، فكل ناد لديه ملعب وحيد وتتدرب عليه ما لا يقل عن خمسة فرق، وهو ما يعني أن الحصص التدريبية في اليوم الواحد لا تكون مكتملة! مع الاطلاع على خريطة الملاعب لأنديتنا 19 نرى أن غالبيتها العظمى، تشكوا الأمرّين؛ إلّا ما ندر، فحتى من يملك الملاعب العشبية يشكوا، لأنه من الصعب أن تتدرب بشكل يومي عليها وبخمسة من فرقها أو ما يزيد، فذلك يعرضها للاستهلاك والحشيش الطبيعي إلى التلف، وبالتالي فإنها تتوقف لأيام غير قليلة لوضعها تحت الصيانة، وعدم شكوى بعض الأندية لا يعني أن المشكلة لا توجد لديها، قد تكون المشكلة أكبر في الأندية التي لا يوجد لديها؛ سوى ملعب مزروع بالطبيعي، أو ملعب صناعي، ومن لديه الأخير فشكواه أكبر، وبذلك تكون أموا عداد فرقه صعبة؛ على صعيد الفئات، وعلى صعيد الفريق الأول، فمن جهة من الصعب أن يسمح لفرق الفئات التدريب في فترة مبكرة بعد الظهر، لارتفاع حرارة الشمس، والخشية على صحة اللاعبين، فتضطر إلى تأخيرها للفترة المسائية مع تقليص الحصة التدريبية، وليس من العجب أن تلجأ لبعضها البعض للحصول على أوقات للتدريب على ملاعبها إن وجدت، هذه الشكاوى سمعتها من الغالبية، ومنها من يلجأ لبيت الكرة، والذي ليس بيده سوى التعاون عبر الملاعب 3 و4 المعشبان صناعيا، إن كانا فارغين! رئيس نادي البديع علي بن حسين الدوسري لم يخف المشكلة المؤرقة التي يعيشها ناديه، والتي هي وجهت لدى المسئولين، لأن البحث مضني، فالملعب وكما يقول من جراء الاستهلاك والحرارة صار أقرب إلى الأرض المسطحة اسمنتيا، فإذا الملعب الصناعي مخيفا للاعبين من الاصابة وهو جديد فقد أصبح أكثر إخافة حاليا، فلا اللاعب يستطيع أن يؤدي بعض التدريبات ولا المدرب قادر على ارغامه عليها، ولدرجة أن الحراس لا يمكنهم الارتماء أثناء التدريب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، المدربون يضطرون إلى تقاسم الملعب لمختلف الفئات، وهو ما يؤثر أولا على جودة التدريب وعدد دقائقه، لأن المدربين في العادة يضعون برامجهم وفق توقيتات مدروسة، وبالتالي فإن أي نقص يؤثر عليهم، وأشار الدوسري إلى أن المشكلة التي تواجه فريقه وهو الصاعد حديثا للدوري الممتاز أنه سيتدرب على ملعب صناعي، بينما مبارياته على ملعب عشب طبيعي، ولذا فالحل أن نبحث مع المسئولين مساعدتنا في حل لهذه المعضلة. بينما عادل القصّاب نائب رئيس نادي الاتحاد فيرى أن المشكلة ليست مقصورة على هذه الفترة، ولكنها في أثناء الموسم تكون أكبر، لأن الملاعب تكون مشغولة بمباريات الاتحاد نفسه، والذي يقيم مباريات الفئات على ملاعب الأندية، لمرة أو مرتين في الأسبوع، ما يعني اشغالها في فترة الذروة لتدريبات الأندية، ويكون ذلك على حساب فرقها، صحيح أنها تلعب مبارياتها على ملاعبها، ولكن حين أبوح بالشكوى، فإننا كناد لا نملك إلّا ملعبا، وأحينا يؤخذ كملعب محايد. وقال أنا لن أتحدث عن سوء الأرضية؛ فهي أم المشاكل لكل الأندية تقريبا، لكن قد تكون شكوى بعض الأندية أكثر مرارة من غيرها، لأنها لا تملك سوى ملعب واحد، وقد تكون ارضيته مستهلكة. وأضاف طبعا المسئولية هنا لدى الجهة المعنية وهي وزارة شئون الشباب والرياضة والتي عليها انشاء ملاعب عشبية للأندية وأيضا ذات عشب صناعي، أو تجديد ما هو موجود، أمّا اتحاد الكرة فأعتقد أنه يعلم بالمشكلة ويحاول ومن خلال التوجيهات أن يقلل من مبارياته على ملاعب الأندية، ولكن الحلول تبقى غير فاعلة، وهناك من الأندية من يلجأ إلى استئجار ملاعب إن وجدت. وما أثاره الدوسري والقصّاب يذهب اليه رئيس نادي قلالي جمعة شريدة والذي يقول بأن مشكلة الملاعب في الأندية معروفة للقاصي وللداني، وربما هي بالنسبة لنادينا تفوق أي ناد آخر؛ لدرجة أننا كنّا نقرر أن نوقف التدريبات، رغم أن البدائل غير موجودة، ولكن لا يمكن التضحية بصحة لاعبينا، فنحن يهمنا في المقام الأول سلامة لاعبينا كبارا وصغارا، وأنا كرئيس للنادي مؤتمن من قبل الجمعية العمومية و من الأهالي على سلامة أبناءهم. وقال أعتقد بأن موضوع الملعب بالنسبة لنادينا ملح جدا، فالملعب سيء للغاية، وما هو موجود فيه يجعل قضية التدرب عليه أمر صعب، وقد يكون اللعب في الماضي على الملاعب الترابية أفضل وأكثر سلامة، وأنا هنا أركز على سلامة اللاعبين، لأننا إذا أردنا أن نبني جيلا موهوبا من اللاعبين؛ فلابد من اصلاح البنية التحتية، وعلى الدولة أن توجد المساحات المناسبة للأندية وتقيم الملاعب عليها. وأضاف إن البحث عن ملاعب بديلة من قبل الأندية هي برأيي صعب جدا، لأن الأندية الأخرى تعاني، فضلا عن الأمر سيكون مكلفا ماديا إذا بحثنا عن ملاعب مؤجرة في ظل الموازنات الشحيحة، وقلة المواصلات لدى الأندية، وأشار أنه من الصعب أن تطالب الفرق والمدربين بالنتائج في ظل الوضع المعاش، وأتمنى في حقيقة الأمر أن تقوم الدولة بتسهيل الأمور والعمل على تصحيحه، فوجود الكوادر التدريبية المؤهلة والمواهب الكروية لا يكفي إذا لم تكن الملاعب صالحة للتدريب، والمشكلة أن مباريات الفئات تقام في الأغلب على ملاعب صناعية. ويذهب رئيس نادي التضامن باقر الهدار إلى صحة ما يشير اليه المتحدثين السابقين ويحذر من الملاعب الصناعية على سلامة اللاعبين، وقال إنها سريعة الاستهلاك لأنها بحاجة إلى الصيانة المستمرة، فضلا عن أن مشكلة الفرق وبالذات الفريق الأول وفئة الشباب هم يلعبون على ملاعب صناعية في التدريب و لكنهم أثناء المباريات يلعبون على ملاعب العشب الطبيعي، وأعتقد أن هذا يوجد اختلاف لدى حتى لجانب الأحذية. ويقول الهدّار إن الأندية تلجأ إلى بعضها البعض، ولكن كل واحد منها يعرف ظروف الآخر، ومن الصعب من يملك ملعب العشب الطبيعي أن يعيره لأندية أخرى، إلّا ما ندر، لأن لديهم فرقهم ,ايضا الخوف من تلف الحشيش لكثرة اللعب عليه، وأحيانا الأندية تلجأ إلى وزارة شئون الشباب والرياضة، والأخيرة تحاول من دون جدوى، فما هو تحت يدها من الصعب أن تفرط فيه أو تجعله يستهلك، لأنها تريد الحفاظ عليه وبالذات للدوري. ويرى رئيس التضامن أن من الحلول المتاحة سرعة بناء ملاعب جديدة للأندية من خلال ايجاد المساحات بالتعاون مع الاسكان، وأعتقد أن الوزارات يمكنها أن تتعاون فيما يخص الأراضي واعني بها الاسكان والتربية والتعليم ووزارة شئون الشباب والرياضة عبر تخصيص أراض تقام عليها ملاعب عشبية تستفيد منها المدارس والأندية، وأيضا تسريع العمل لإقامة الأندية النموذجية كحال نادينا (التضامن) واقامة ملاعب عشب طبيعي عليه لكي تتمكن فرقنا من التدرب عليه، وأنا هنا لا أطلب مستحيلا في ظل المساحة المخصصة والموجودة.

مشاركة :