ما أشبه الليلة بالبارحة، ففي بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، بدأت الديرة تتعافى من سقوط مهنة الغوص، وأسبابها معروفة، حينها اتجه من فيه مقدرة على العمل من الآباء والأبناء للانخراط في شركة النفط (بابكو)، والبعض الآخر من الشباب الذين يجيدون الكتابة والقراءة خاصة، الالتحاق بالدوائر الحكومية الناشئة مثل البلدية والجمارك ودائرة الأشغال والطابو -التسجيل العقاري- والجوازات والصحة وغير ذلك من المرافق الحكومية التي تحتاجها البلاد، ومنهم من توظف لدى الشركات والمقاولات البحرينية، وتلك التي تملكها شركات أجنبية وأفراد. وتزامن ذلك مع حاجة البلاد إلى أمن يحافظ على أرواح وأموال المواطنين والمقيمين. وعندما أعلن فتح باب القبول في الشرطة، جفل الناس أولاً وشاع بأن الشرطة سيأخذون إلى الحرب -كانت الحرب العالمية الثانية على الأبواب- لكن استجاب لهذا النداء الرجال والشباب، وها نحن نرى وزارة الداخلية على ما هي عليه من تحمل المسؤولية الأمنية والاستقرار بقيادة وحكمة سعادة وزير الداخلية الموقر. وفي عام 1968م، وبعدما تخرج مليكنا المفدى من دراساته العسكرية في إنجلترا وأمريكا، كان جلالته وليًّا للعهد وأخذ على عاتقه تأسيس قوة الدفاع لتكون نواة لجيش نظامي حديث في البر والبحر والجو، وبالتصميم والإرادة القوية والعزيمة الكامنة في جلالته المفدى، والطموح والنظرة الثاقبة للمستقبل، حقق آمال الوطن. ولم نكن نتصور أن المرأة ستشارك الرجل في جميع الميادين العسكرية، لكنها شاركت بكل تحدّ وإصرار، وأكبر دليل على ذلك أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله تعالى، الذي سموه ربى أبناءه على أن يكونوا على أهبة الاستعداد لخدمة الوطن، كذلك شجع ودفع أحفاده ليكونوا في مقدمة من يخدم ويدافع عن البلاد ومكتسباته في كل مكان وحين في ميدان الشرف والتضحية، وضرب لنا مثلاً في البذل والعطاء لهذا البلد الغالي بأن تكون حفيدته الشابة الطموحة الشيخة عائشة بنت راشد آل خليفة، أن تكون أول بحرينية تقود طائرة حربية حديثة من نوع هوك، وعليه، سجلت اسمها في سجل الخالدات والخالدين الأوائل. تهنئة حارة ملؤها الفخر والاعتزاز أزفها إلى قيادتنا الرشيدة مليكنا ورئيس الوزراء الموقر وولي العهد الأمين والعائلة الحاكمة الكريمة وشعب البحرين الوفي، حفظ الله تعالى ابنة الوطن العزيزة، ومليون من التبريكات والتهاني لكِ يا رمز الشموخ وركوب الصعاب والتحدي، ودمتِ في رعاية الله وحفظه، ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)). يوسف محمد أحمد بوزيد
مشاركة :