لا شيء تافه، لا شيء هناك كذلك على الإطلاق. كل شيء له قيمته، معناه المختلف من روح لأخرى، كل ما هناك وجد ليؤثر ويسهم في حياة ابن آدم بطريقة أو بأخرى، لا أحد بإمكانه رؤيتها سوى المعني بأمرها، فما تراه تافها، يراه غيرك عظيما، وما تراه عظيما يراه غيرك تافها، وهذا ما يدفع كلا منكما لنعت أشياء الآخر وتصرفاته وشخصه كاملا بالتفاهة التي لا تنطبق على أي أحد منكما، فهي ليست إلا وجهات نظر، حتى وإن اتفق الغالبية على تفاهة أمر ما، سيظل هناك من يخالفهم، يقدرها ويكون ممنونا للقدر على وجودها، فالله لم يخلق كل أبناء آدم بأشيائهم وأفعالهم ليستنقص منهم، وإن حدث وأصررنا على إطلاق التفاهة، فإننا كلنا بلا استثناء سنكون مندرجين تحتها، فلن تستطيع الإنكار مهما حاولت، كل تلك الأفكار الصغيرة التي راودتك يوما، ردود الأفعال، المواقف وغيرها مما ينعت بالتفاهة، في السر كان أو العلن، الأهم أنها كذلك، فرغم اختلافنا إلا أننا نظل متشابهين، في الجوانب كافة، حتى هذا التناقض الذي سينفك ما إن تعاود القراءة من غير بغض لي!
مشاركة :