أعربت رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) عن أملها بالتوصل إلى اتفاق حول الأمن الإلكتروني مع روسيا، بعد اختراقات ضخمة في المنطقة. كما اتفقت مع بكين على وثيقة عمل لمواصلة مفاوضات حول مدوّنة سلوك في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. ويُرتقب أن تصدر عن وزراء خارجية الدول الأعضاء في «آسيان»، في ختام اجتماعاتها في سنغافورة، مسوّدة وثيقة في شأن اتفاق سيبراني مع موسكو التي تتهمها واشنطن بالتدخل في انتخابات الرئاسة التي نظمتها عام 2016. ووَرد في المسودة: «نرحب بمواصلة تعزيز تعاوننا في الأمن الإلكتروني مع روسيا». وكانت سنغافورة عانت أخيراً من أسوأ هجوم إلكتروني، إذ سرق قراصنة معلومات شخصية من قاعدة بيانات صحية حكومية، لحوالى 1.5 مليون شخص، بينهم رئيس الوزراء لي هسين لونغ. كما أعلنت أنها أحبطت هجوماً إلكترونياً استهدف سرقة أموال من مصرفها المركزي. إلى ذلك، اتفقت «آسيان» والصين على وثيقة عمل تقضي بمواصلة مفاوضات حول مدوّنة سلوك في البحر الجنوبي، في خطوة اعتبرها مسؤولون من الجانبين «حدثاً مهماً». وقال وزير خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان: «يسعدني أن أعلن حدثاً مهماً آخر يتعلّق بوضع مدوّنة قواعد السلوك». وأشار إلى الاتفاق على «النص الذي تم التفاوض في شأنه» خلال محادثات أُجريت في حزيران (يونيو) الماضي، وأُعلِن عنه أمس ليكون أساساً للمفاوضات، فيما وصف نظيره الصيني وانغ يي وثيقة العمل بأنها «أنباء طيبة وتقدّم عظيم». وتظهر الوثيقة أن الصين ستنفذ تدريبات عسكرية منتظمة وأعمال استكشاف للطاقة مع خصومها الآسيويين، في المياه المتنازع عليها في البحر الجنوبي الغني بالموارد الطبيعية، علماً أن فيتنام اقترحت وقف بكين أعمال تشييد في جزر اصطناعية ونشر منشآت عسكرية فيها. ويقول مراقبون إن الوثيقة التمهيدية تتضمّن مواقف لكل بلد، وتشير إلى عمل يجب فعله، فيما يرى منتقدون أن أسلوب التوافق في الآراء خلال التفاوض على وضع قواعد السلوك، يعني أن الاتفاق النهائي قد لا يُبرم قبل سنوات، معتبرين أن من مصلحة الصين المماطلة، كي تخفف الرقابة على عسكرتها الجزر الاصطناعية في المنطقة. وتقترح بكين في الوثيقة أن تنفذ تدريبات عسكرية منتظمة مع الدول العشر في «آسيان»، وهي تايلاند وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا والفيليبين وبروناي وفيتنام ولاوس وميانمار وكمبوديا. ورأى المحلل ثي ها من «مركز الدراسات في آسيان» (مقرّه سنغافورة) أن هذا الاقتراح «يستهدف الولايات المتحدة التي تؤدي دوراً أساسياً في غرب المحيط الهادئ، وخصوصاً بحر الصين الجنوبي». معلوم أن دولاً من «آسيان» تتنازع مع بكين السيادة على جزر في البحر الجنوبي، وسعت لسنوات إلى إبرام معاهدة لمنع تصعيد النزاعات. وعلى رغم تحكيم دولي عام 2016 لم يكن في مصلحتها، تؤكد الصين أنها تبسط سيادتها على معظم هذا البحر، وترفض مزاعم دولٍ أخرى بالسيادة عليها.
مشاركة :