هاجم متظاهرون إيرانيون فجر اليوم (السبت)، مدرسة دينية في منطقة كرج القريبة من طهران، فيما تواصلت الاحتجاجات في أنحاء متفرقة من البلاد احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن حجة الإسلام هيندياني مدير المدرسة الواقعة في مدينة اجتهاد، قوله إن «نحو 500 متظاهر هاجموا المدرسة نحو الساعة 21. 00 محاولين كسر أبوابها وإحراق أشياء». وأضاف هيندياني أن المحتجين «وصلوا وهم يحملون حجارة وكسروا كل نوافذ قاعة الصلاة وهم يرددون شعارات ضد النظام»، موضحاً أن الشرطة قامت بتفريق المتظاهرين واعتقال بعضهم. ويحظر على وسائل الإعلام الأجنبية تغطية المظاهرات «غير المرخصة». وأفادت وكالات أنباء إيرانية ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماع، اليوم، بأن احتجاجات متفرقة خرجت في مدن إيرانية لليوم الرابع. وأوضحت مقاطع فيديو على مواقع التواصل مشاركة المئات في مظاهرات بمدن في أنحاء مختلفة من البلاد، بينها طهران وأصفهان وكرج، احتجاجا على ارتفاع التضخم لأسباب من بينها تراجع قيمة الريال بسبب مخاوف إعادة فرض العقوبات الخانقة في السابع من أغسطس (آب) الجاري. وانسحبت الولايات المتحدة في مايو أيار من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015. وقضى الاتفاق بتخفيف العقوبات الدولية على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وقررت واشنطن بانسحابها إعادة فرض العقوبات على إيران، مؤكدة أنها تمثل تهديدا أمنيا، كما أوصت الدول الأخرى بضرورة وقف كل وارداتها من النفط الإيراني اعتبارا من الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) وإلا ستصبح عرضة لإجراءات مالية أميركية. وكثيرا ما بدأت الاحتجاجات في إيران بهتافات الاحتجاج على ارتفاع تكلفة المعيشة واتهامات بالفساد المالي لكنها سرعان ما تتحول إلى مسيرات مناهضة للنظام. وذكرت وكالة «فارس»، أن شرطة مكافحة الشغب في مدينة اشتهارد التي تقع على بعد مئة كيلومتر إلى الغرب من طهران تدخلت في ساعة متأخرة الليلة الماضية لتفريق حوالي 500 شخص رددوا هتافات ضد الحكومة وألقى بعضهم بالحجارة والصخور على مدرسة دينية.. وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين في طهران يرددون هتاف «الموت للديكتاتور»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وكان متظاهرون قد رددوا الهتاف ذاته في إشارة إلى المرشد علي خامنئي خلال احتجاجات حاشدة أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري. وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأميركية عبر حسابها باللغة الفارسية على موقع تويتر «من حق شعب إيران تقرير مسار بلاده في نهاية المطاف وأميركا تساند صوت الشعب الإيراني الذي يتم تجاهله منذ وقت طويل». وستعيد الولايات المتحدة في السابع من أغسطس فرض العقوبات على شراء إيران للدولارات وعلى التجارة الإيرانية في الذهب والمعادن النفيسة وتعاملاتها في مجالات المعادن والفحم وبرامج الكمبيوتر المرتبطة بالصناعات. كما ستعود العقوبات على الواردات الأمريكية من السجاد الإيراني والمواد الغذائية المصنعة وبعض المعاملات المالية المرتبطة بذلك. وقد تتراجع صادرات إيران النفطية ما يصل إلى الثلثين بحلول نهاية العام بسبب العقوبات الأميركية، مما سيضع أسواق النفط تحت ضغط هائل وسط انقطاع المعروض في أماكن أخرى بالعالم.
مشاركة :