على شاشة قناة ال BBC العربية سالت المذيعة في نشرة الاخبار التاسعة مساءً بتوقيت الكويت مسؤولاً يمنياً و يبدو انه من جماعة أنصار الله الحوثي، و كان الحديث يدور بين المذيعة والمسؤول اليمني حول جولة المبعوث الأممي لليمن الانجليزي مارتن جريفيك التي أخذته الى الكويت و قابل في أثنائها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله و رعاه، سألت المذيعة المسؤول اليمني ما اذا كانت الكويت مقبولة للتوسط في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن ، رد المسؤول اليمني ان الكويت مقبولة من كل الأطراف اليمنية بما فيهم جماعة أنصار الله.كان يمكن في اللقاء الحواري الذي جمع كل الفصائل اليمنية في الكويت ربيع 2015 و لمدة فاقت عن كل التصورات و التي استمرت مئة يوم بالتمام و الكمال ، و انفض اللقاء الحواري من المولد بلا حُمُّص ، فلم يصلوا الى نقطة التقاء التي لو كانت النوايا صافية لما احتاج اللقاء ان يمتد الى تلك المدة المملة ، و لما كان هناك ما يدعو الى الخلاف أصلاً في وطن يفترض ان يحتضن كل ابنائه بكل اطيافهم و مكوناتهم و أقاليمهم ، الا ان النوايا لم تكن صافية ، و لا كان هناك حدب للوصول الى حل يوقف الحرب و يجنحوا للسلم ، في بلد منهك تفتك بشعبه المجاعة و الامراض و الفقر و الجهل و البطالة و النزوح و التشرذم و القات ، و المذهبية و الطائفية و العصبية الإقليمية ، و الاٍرهاب و القاعدة و الدواعش ، ان الدماء التي تسيل على ارض اليمن يدفع ثمنها اليمنيون فيما لا يدخل جيوبهم غير الخسارة و المرارة ، و رغم ان الكويت لم تكن وسيطاً في ذلك اللقاء الحواري بقدر ما كانت ارضها المكان المناسب، بل الانسب لكي يلتقي اخوة السلاح على المحبة و تهدئة النفوس ، و رغم ذلك فلقد سعت القيادية الكويتية لتقريب وجهات النظر و إذابة الثلوج، لكن ظهر ان هناك من لم يشأ لان ينجح لقاء الكويت ، حتى يسجل للكويت انها نجحت ما فشل فيه الاخرون ، حتى ان هناك من الأخوة اليمنيين الذين تمكنت من اللقاء بهم بعد فشل لقاء الكويت عبروا صراحة ان التعليمات لبعض الحضور كانت على اساس تخريب الحوار معبرين عن أسفهم ضياع الفرصة و فشل اللقاء …!! الان يسعى الوسيط الانجليزي جيريفيك لان يجمع اليمنيين على طاولة المفاوضات مجدداً في ال6 من الشهر المقبل في جنيف ، و يبدو ان اجواء الحرب قد مالت لدى كافة الأطراف الى ان لا بديل غير السلام ، و كلما طالت الحرب زادت المأساة و الخسائر ، الانجليزي جيريفيت انا من جانبي متفائل انه الوحيد الذي يستطيع ان يجمع شتات اليمنيين على كلمة سواء ، خصوصاً ان الخسائر في الحرب العبثية فاقت كل الاحتمالات ، فالواقع الحرب هي حرب داخلية اعترفنا او كابرنا بمعنى حرب بين ابناءٓ وطن واحد و على ارض واحدة و الخسارة للجميع ، فلا هناك رابح ، انما الكل في هذه الحرب اللعينة خاسر ، الحوثيون من جانبهم أعلنوا عن وقف القتال فترة مؤقتة و يمكن ان يمتد الى مدة أطول اذا قبل الطرف الاخر ، من هنا ينبغي التفاؤل ان حرب اليمن على طريق الحل ، و ان لا شيء أفضل من السلام ، و الاعتراف بالاخر في وطن يجمع بين أكنافه الجميع ، وطناً يجمع و لا يفرق. ان اللقاء الذي جمع بين صاحب السمو الأمير و المبعوث الاممي جيريفيك ، و باعتراف الرجل ان اللقاء بسموه هو الإلهام الذي أفضى لطريق السلام ، ان قدر الكويت ان ترفع راية السلام ، فالحرب ليس طريقها الا المزيد من المأساة و الخسائر. حسن علي كرم hasanalikaram@mail.co m
مشاركة :