حذرت مختصة تربوية من أن أبرز الأساليب الخاطئة والشائعة لتوجيه السلوك لدى بعض من المربين سواء الآباء أو المعلمين، هي عدم الاعتراف بالمشاعر السلبية الصادرة من الطفل، نتيجة بداية عامه الدراسي الجديد. وقالت وفاء مريع العسيري رئيسة وحدة رياض الأطفال في مكتب التربية والتعليم: "نحن الكبار وليس فقط الصغار نحمل هم الأيام الأولى للعام الدراسي أو اليوم الأول بعد الإجازة في مختلف وظائفنا، لذا يجب أن نعترف بمشاعر الأطفال ونصادق عليها". واعتبرت أنه لا يوجد طفل عنيد، بل يوجد طفل يرغب في لفت الانتباه إليه، وأن الأم هي الأساس في عملية توجيه السلوك لدى طفلها وليست المعلمة. ونوهت العسيري بأن بعض المربين يركزون على السلوك السلبي الصادر من الطفل، ما يؤدي الى تثبيت هذا السلوك، لذا توصي المربين بتجاهل السلوكيات السلبية التي يقوم بها الطفل عادة لجلب الاهتمام، وتوجيه الطفل إلى سلوك إيجابي بديل دون الإشارة إلى السلوك السلبي، موضحة أن كثيرا من المربين يغفلون عادة عن استخدام أسلوب الإيحاء بالتربية، وهو من أجمل الأساليب التي لها نتائجها الإيجابية في تبني سلوك جديد مرغوب فيه للكبار والصغار. وبينت أنه بالنسبة للعقاب سواء كان لفظيا أو معنويا فله آثار سلبية في شخصية الطفل، من الصعب جدا إزالتها، بل وتمتد آثارها لتظهر كسلوك سلبي في مراحل العمر المختلفة ويصعب التخلص منها، لذا يجب على المربين أن يتحكموا في أنفسهم عند الغضب وألا يصبوا غضبهم على الأطفال، وتابعت: "أيضا يجب علينا أن نكون حذرين عند إصدار الأحكام على الأطفال حتى لو كان من باب الضحك أو المزح، فهذا الطفل لا يملك أن يدافع عن نفسه ويبرر لك سلوكه في الغالب، لذا لا بد من استثمار هذه السنوات القليله في زرع الشخصية القوية مستقبلا التي تستطيع أن تدير حياتها على أكمل وجه دون اللجوء للآخرين، فأنت تزرع وستحصد ما زرعته إن شاء الله في شخص بالغ قادر على تمييز الخير واتباعه والشر واجتنابه". وقدمت العسيري عدة نصائح عامة للمربين والمربيات، فقالت: "ضعي لمنزلك ولأولادك قوانين تسير لا يمكن تجاوزها، أكثري من الاجتماعات العائلية الأسبوعية فهي جدا مجدية، اكتبي هذه القوانين وضعيها في غرف أولادك، يجب أن تكون هذه القوانين واقعية وقابلة للتنفيذ، لا تخرقي هذه القوانين، فالثبات والحزم في التربية من أكثر الصفات التي تعطي الأمان للأطفال في المنزل، استمعي لأطفالك مهما كان الحديث في نظرك غير مهم، اجعلي من قبيل النوم وقتا لتصفية ذهن الأطفال ولتفريغ الشحنات السالبة المكتسبة من يوم طويل، بالحديث الجميل الهادئ على نور ضعيف، حتى يشعر الطفل بأنه يتحدث مع ذاته، استبدلي أوامرك بأفعال جماعية، أشركي طفلك في حل المشكلات الخاصة به واسأليه دائما عن الحل في نظره، كلما كان الحل منه كان أقرب للتنفيذ، اسبقي كل فعل تريدينه من طفلك بكلمة "ما رأيك"، وأخيرا الصبر في التربية مهم جدا، لا تستعجلي النتائج، فالنتائج مؤجلة، ستلمسينها عندما يكبر أطفالك وتنسين التعب". جاء ذلك تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد، حيث قامت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وضمن البرنامج التوعوي "صحتي.. مدرستي" باستضافة وفاء مريع العسيري، من خلال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية في وزارة الصحة.
مشاركة :