كتبت - هبة البيه:حذر عددٌ من الأطباء من مخاطر استخدام الأعشاب الطبية في علاج الأمراض المزمنة بدون الإشراف الطبي من قبل الأخصائيين، خاصة أن هناك بعض الأعشاب والخلطات الطبية الصناعية التي تسبب الفشل الكبدي والإجهاض والعديد من المضاعفات الصحية، لافتين إلى أنه لا يجوز استبدال الأدوية التي يصفها الطبيب بالأعشاب، لأن الأعشاب ليست بديلاً عن الدواء ويجب عدم تناول أي تركيبات عشبية دون استشارة الطبيب. وقال هؤلاء في تصريحات لـ الراية إنّ هناك بعض الأعشاب المخلوطة بأدوية السكر تُشكل خطراً على صحة الأفراد، داعين إلى إنشاء جهة متخصصة بإصدار تراخيص الأعشاب الطبية التي يجوز بيعها وتداولها وكذلك إطلاق حملات توعوية بفوائد الأعشاب ومضارها. إلى ذلك أكد عددٌ من الزبائن أنهم يترددون على سوق واقف لشراء الأعشاب والتداوي بها، حيث تستقطب محلات التداوي بالأعشاب فئات متعددة من السكان لطلب العلاج الشعبي.     د. خالد المقدم: أعشاب تسبب الفشل الكبدي والإجهاض أكد د. خالد المقدم - أخصائي التغذية العلاجية، أن هناك معايير لتناول الأعشاب والخلطات الطبية المختلفة من حيث التركيز والتحضيرات وحسب استشارة المختصين. ولفت إلى أن الكثيرين يقبلون على الأعشاب الطبية لرخص ثمنها مقارنةً بمراجعة العيادات الطبية المختصة والتي تتطلب فحصاً بالأشعة والفحوص المخبرية وعلاجات بالأدوية والتي يتخوف منها الكثير وكذلك طول فترة المواعيد وطول فترة انتظار نتائج الاختبارات ما يؤثر على حالات المرضى النفسية. وأضاف: إنه من تلك الأعشاب الطبية ما يدعي محضروها أن لديها القدرة على تقوية الجسم أو علاج ضغط الدم أو تحسين مستوى سكر الدم وعلاج أمراض الكبد والكلى والقلب المختلفة أو علاج الأمراض المستعصية مثل الروماتيزم وأمراض السرطان بأنواعه والعقم عند الجنسين وغيرها الأمر الذي حفز على شرائها بثمن مرتفع قد يزيد على قيمة المستحضرات الصيدلانية والمركبات الطبية الكيميائية المصنعة الموجودة في الصيدليات العامة أو الأهلية عشرات الأضعاف، وحدد عدداً من المخاطر للخلطات العشبية ومنها مصدر هذه الأعشاب وربما تكون ملوثة بالمعادن السامة، أو تخزينها بطرق غير صحيحة مما يسمح بتكاثر البكتيريا والفطريات والخمائر ويلغي الفائدة منها، وكذلك هناك بعض الأعشاب تكون مصدراً للأمراض المختلفة، خاصةً للأطفال والمرأة الحامل أو كبار السن، حيث تسبب بعض الأعشاب إسقاط الأجنة أو تسبب هذه الأعشاب الفشل الكبدي عند استخدامها باستمرارية ولفترات طويلة ومنها الخلة أو المحلب، أو تسبب هذه الأعشاب أوراماً حميدة للغدة الدرقية مثل الرشاد.وأكد أن بعض الأعشاب تسبب الإجهاض عند تناولها بكميات عالية أو الوفاة مثل بذور الخروع، أو أن هذه الأعشاب تسبب التسمم الغذائي مثل المغص أو الإسهال وخروج الدم والتقلصات المعوية والمعدية. وطالب بضرورة تحديد جهات مختصة لإصدار تراخيص الأعشاب الطبية على أن يكون هناك معايير وفحص، حيث تمنح الأعشاب السليمة شهادة ترخيص بعد التأكد من خلوها من العوالق والحشرات وتخزينها بأماكن مناسبة كي لا تفقد خصائصها. وأكد ضرورة العمل على توفير التثقيف الصحي بالأعشاب وفوائدها وأضرارها من مصادر علمية لا تهدف للتربح والاستفادة ولكن يكون غرضها التوجيه والدعم المعرفي، خاصة مع انتشار شركات تجارية تتربح من تسويق الأعشاب.    80 ريالاً للكيلو من خلطات التخسيس أكد عددٌ من البائعين في سوق واقف وجود بعض أنواع للتخسيس، وكذلك وصفات أخرى لتنظيف البشرة وتغذية الشعر وغيرها من الوصفات التي تعتبر تقليدية، موضحين أن مثل هذه الأعشاب تشهد إقبالاً كبيراً ولها زبائن دائمون يقومون باستخدامها. وقال هؤلاء إن الخلطات العشبية للتخسيس تباع بـ 80 ريالاً للكيلو الواحد، لافتين إلى أن زبائن السوق من مختلف الجنسيات الذين اعتادوا على التداوي بالأعشاب ويترددون بشكل دائم على السوق لشراء مختلف خلطات الأعشاب التي تأتينا من عدة دول عربية وآسيوية وهي خلطات مجربة وأثبتت فاعليتها في علاج العديد من الحالات.    إبراهيم العلي:أعشاب أثبتت فاعليتها في علاج بعض الأمراض قال إبراهيم العلي - أحد الزوار لمحال بيع الأعشاب: لقد استفدت شخصياً من الأعشاب الطبيعية، حيث اعتدنا على التردد على محلات بيع الأعشاب منذ الصغر برفقة الوالد لشراء بعض الأعشاب التي تستخدم في علاج بعض الحالات المرضية والتي ثبت فاعلية الأعشاب في التداوي منها. وأضاف: إن الوصفات والخلطات الطبيعية من الأعشاب تعتبر من التقاليد التي تربينا عليها، خاصة بعد أن أثبت بعضها فاعليته مع بعض الأمراض ،لافتاً إلى أن الكثيرين يتحدثون كذلك عن عشب حبة الحمرا التي يتم تناولها مع كوب من الحليب المغلي ثم شربه لتخفيف آلام المفاصل والروماتيزم. وأضاف: نتردد على محال بيع الأعشاب منذ قديم الزمن فكثير من البائعين الكبار في السن كنا نأتي إليهم مع والدينا ونحن صغار لشراء مثل هذه المنتجات حيث تعد أحد الموروثات التي اعتدنا عليها.      د. محمود زرعي: الأعشاب المصنعة خطر على صحة المرضى أكد د. محمود زرعي - استشاري ورئيس قسم الغدد الصماء والسكري بمؤسسة حمد الطبية أنه لا يمكن استبدال الأدوية التي يصفها الطبيب بالأعشاب نهائياً ولكن الأعشاب الطبيعية في المجمل ليس لها ضرر وكذلك ليس لها نفع في نفس الوقت ويمكن استخدامها بجانب الدواء الأساسي ولكن بشرط أن تكون طبيعية غير مصنعة. وحذر من تناول الأعشاب المصنعة على شكل حبوب أو كبسولات أو بودر، خاصة أنه غير معروف كيفية تصنيعها وهل تم إجراء أبحاث عليها أم لا وما هي آثارها الجانبية والتي ربما تؤدي إلى تدهور في حالة المريض، أما الأشياء الطبيعية الخالصة فقد يكون لا ضرر من استخدامها. وتابع: إننا نحذر كذلك من الأدوية المصنعة والأعشاب لأننا اكتشفنا أن بعض الأعشاب تكون مخلوطة بأدوية السكر وهذا يُشكل خطراً كبيراً على صحة الأفراد. وأضاف: الأعشاب لا يمكن أن تكون بديلاً عن الأدوية خاصة في الأمراض المزمنة كالسكري، لذلك ننصح بعدم تناول أي تركيبات عشبية دون استشارة الطبيب وتكون بجوار الأدوية التي يتناولها المريض دون وقفها على الإطلاق بل إنه من المهم جداً استشارة الطبيب في هذا الشأن لأنه ربما يقول بتغيير جرعة الدواء التي يتناولها المريض.