حذرت السفارة السعودية في العاصمة الأردنية عمان والأجهزة الأمنية هناك من «مجهولين» ينتحلون صفة سعوديين بهويات مُزورة، لممارسة النصب والاحتيال على السعوديين والحصول منهم على أموال بحجة أنهم سعوديين تعرضوا إلى ظروف مالية وصحية خلال وجودهم في الأردن. بالتزامن، شكا سعوديون زاروا عمان أخيراً، من تنامي ظاهرة انتحال أشخاص أسماء عوائل سعودية معروفة، لاستخدامها في النصب والاحتيال، فيما اضطرت عوائل في منطقة الجوف إلى نشر إعلانات تتبرأ فيه من شخص أدعى الانتساب إليها للحصول على أموال من سعوديين في الأردن. وجاء في الإعلان أن «عائلة العوذة في منطقة الجوف تتبرأ من أي شخص يطلب مبالغ مالية في الأردن، بحجة ظروف مالية أو علاجية»، مشيرة إلى انه «نصاب»، داعية إلى تسليمه الشرطة الأردنية. وقال حمود الحواس العوذة لـ«الحياة»: «تردني في شكل دائم اتصالات من مواطنين من منطقة الجوف وباقي مناطق المملكة، كان آخرها قبل شهر رمضان، يخبروني فيها بأنهم التقوا شقيقي في الأردن، وكان مقطوعاً، ويطلب مبلغاً للضرورة، لتعرضه إلى حادث، ويعطونه على أساس أنه من العائلة». وأكد العوذة أن هذا الشخص «منتحل شخصيه شوه أسم عوائل كثيرة، ويوهم الناس ببطاقة أحوال سعودية، ما يجعلهم يصدقونه»، منوهاً بأن السعوديون «أصحاب كرم ونخوة، ويقعون ضحية النصب والاحتيال». وأضاف أن «أحد الأقارب كان في زيارة إلى الأردن مع مجموعة من الأصدقاء، وكانوا يقفون بالقرب من أحد الفنادق العاصمة عمان، وقدم إليهم الشخص نفسه وبرفقته سيدة، مدعياً بأنه سعودي مستغلاً اسم العائلة، وطلب مبلغاً، فأمسكوا به وسلموه إلى الأجهزة الأمنية، فأقمت وليمة عشاء لمن قام بالإمساك به، ومع الأسف تفاجأت في وقت لاحق بأن المنتحل تم إطلاق سراحه». ولا يقتصر النصب على الرجال، إذ روى خلف الشمري أنه كان يراجع عيادة وتفاجأ بسيارة أجرة تقف بجانبه، وعلى متنها سيدات منقبات يطلبن التحدث معه باعتبارهن سعوديات من منطقة القصيم، وأن والدهن في المستشفى في حال حرجة، وبحاجة إلى مبلغ لإصدار تذاكر الطيران فقط، وسيعدن له المبلغ فور وصولهن السعودية. وقال الشمري: «طلبت منهن أي شيء يثبت صحة كلامهن، مثل جوازات السفر، فأخبرنني أن الجوازات مرهونة لوجود مبلغ متبقي للفندق، ما جعلني أكذبهن، خصوصاً أن أحد الأشخاص أخيرني سابقاً، أنه التقى سيدات في عمان وتعرض للموقف نفسه». وذكر ياسر الصالح أنه كان قادماً عبر طريق الأزرق – العمري إلى عمان، «وعند بداية طريق سحاب الأزرق أوقفه سائق إحدى المركبات ومعه سيدة منقبة وأطفال وكان يرتدي لباساً عربياً وشماغاً، وأفاد بأنه منقطع ويحتاج فقط مبلغ العودة إلى السعودية، وعندما طلبت منه إثبات للتحقق، أفادني بأن جميع ما يثبت هويته مرهون لدى الشقة، فطلبت منه التوجه إلى سفارة المملكة في عمان، وسيقومون بكل ما يلزم لمساعدته، ولكنه رفض وغادر منزعجاً». وتعرض مشعل الشمري إلى موقف مماثل، مع أحد الأشخاص أمام أحد المطاعم في عمان، عندما طلب منه مبلغاً، بعد أن عرف عن نفسه باسم عائلة سعودية مشهورة، وقال أنه يعمل في بلدية الارطاوية. وذكر ناصر الجبيري من مدينة الرياض أنه تعرض للموقف نفسه، عندنا كان يستخدم الصراف الآلي، وقدم إليه شخص برفقة عائلته، وأخبره أنه وعائلته تعرضوا إلى النصب وفقدوا كل ممتلكاتهم، ولَم يتناولوا الطعام وقدم له 300 ريال. وطالب حمود حواس العوذة من الأجهزة الأمنية الأردنية بمنع هذه الظاهرة التي «تسيء إلى الشعب الاردني الشقيق». وفي الوقت نفسه دعا السعوديين إلى «عدم التعامل مع هؤلاء الأشخاص، فسفارة المملكة تقدم خدماتها للمواطنين على مدار 24 ساعة». السفارة السعودية تحذر.. والأمن الأردني يدعو للتبليغ نصح مصدر في سفارة خادم الحرمين الشريفين، بعدم التعامل مع المنتحلين. وقال لـ«الحياة»: «أي سعودي بحاجة إلى المساعدة تقوم السفارة بمساعدته، وتقديم كل ما يلزم من الدعم له». من جانبه، أكد مصدر أمني أردني ضرورة عدم التعامل مع أشخاص غير معروفين، وقال لـ«الحياة»: «فِي حال تعرض أي شخص لموقف مماثل فعليه التقدم ببلاغ إلى أقرب مركز أمني».
مشاركة :