أعربت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة عن قلقها بشأن تطور التعاون بين نظامي كوريا الشمالية وإيران، خاصة في مجال الصواريخ. ووفقا لموقع “إن كي نيوز” الأميركي المعني بأخبار كوريا الشمالية، فقد كشف تقرير لعام 2017 عن قيام تجار أسلحة من كوريا الشمالية يعيشون في طهران والتشابه بين تصميمات الصواريخ في البلدين. يأتي هذا بينما ذكرت وسائل إعلام ايرانية، السبت، أن وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ، من المقرر أن يزور إيران الثلاثاء، في الوقت الذي تستعيد فيه الولايات المتحدة فرض أقسى العقوبات على إيران، بعد انسحاب واشنطن من اتفاق 2015 لكبح برنامج طهران النووي. وتضغط الولايات المتحدة في الوقت الحالي على بيونغ يانغ للتخلي عن قدراتها النووية بعد أن وافق الرئيس دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون على التزام غامض “بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية” في قمتهما التاريخية في يونيو. ويلتقي كبير الدبلوماسيين الكوريين الشماليين بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حسب ما أوردته وكالة “فارس” الإيرانية التي لم تقدم أية تفاصيل عما سيتم مناقشته. ويعتقد أن ري يونغ التقى وفدا إيرانيا رفيع المستوى في اجتماع لحركة عدم الانحياز في باكو عاصمة أذربيجان فى أبريل الماضي، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الكورية المركزية. كما حضر وفد من كوريا الشمالية حفل تنصيب الرئيس حسن روحاني في أغسطس 2017.تعاون متطور وكانت تقارير غربية تحدثت عن تطور التعاون الصاروخي بين إيران وكوريا الشمالية عقب اختبار طهران في مايو 2017، صاروخ كروز من غواصة “ميدجيت” في مضيق هرمز، بالخليج العربي، والمنقولة بالتفصيل عن تصميم وضعه خبراء كوريون شماليون. وأكد تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية عن قيام طهران بإجراء تجربة على إطلاق صاروخ من تحت المياه للمرة الأولى من إحدى غواصاتها بالتعاون مع مسؤولين من كوريا الشمالية التي تملك خبرات عسكرية في هذا المجال. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن إيران فشلت في إطلاق صاروخ من نوع جاسك 2 كروز في شهر مايو 2017، من غواصة “ميدجيت” وهي صواريخ من النوعية نفسها الموجودة لدى كوريا الشمالية، كانت قد استخدمت واحداً منها عام 2010 لإغراق سفينة كورية جنوبية. وكانت إيران اختبرت صاروخاً باليستيا أطلقت عليه تسمية “خرمشهر” في أواخر يناير/ كانون الثاني 2017، بالإضافة إلى تجربة صاروخ”عماد” القادر على حمل رأس نووي في 11 أكتوبر 2015. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن كوريا الشمالية صممت صاروخ “خرمشهر”، لتقوم إيران بإطلاق صاروخ مماثل بخبرات إيرانية لصاروخ”موسودان “، الذي يعتبر من أكثر الصواريخ تقدما في الترسانة العسكرية لكوريا الشمالية. ويعود التعاون بين طهران وبيونغ يانغ إلى الثمانينيات وقد ازداد خلال السنوات الثلاث الأخيرة خاصة في مجال الصواريخ الباليستية ورؤوسها الحربية وتوجيهها بالنظر إلى زيارات المتبادلة لخبراء البلدين باستمرار. وتوجت العلاقات بين البلدين بزيارة المرشد الإيراني علي خامنئي إلى كوريا الشمالية في أواسط الثمانينيات من القرن المنصرم عندما كان رئيسا للجمهورية، ووطدتها زيارة هاشمي رفسنجاني في أواخر ذلك العقد. وأسس الحرس الثوري في عام 1985 وحدة صاروخية وقامت في عام 1993 بتصنيع صواريخ باليستية قابلة لحمل الرأس النووي بشكل واسع بإدخال التقنية من كوريا الشمالية. كما أسس في عام 1996 القوة الجوية بواسطة خبراء كوريا الشمالية، الذين يشرفون على صنع صواريخ باليستية، يتم إرسالها إلى ميليشيات إيران في دول المنطقة، منها في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وفي سوريا. كما أن الصواريخ الباليستية التي تطلق من اليمن من قبل ميليشيات الحوثي باتجاه المملكة العربية السعودية هي من صنع قوات الحرس الثوري وبخبرات كورية شمالية. وفي يونيو/ حزيران الماضي، حذر كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية من أن كوريا الشمالية قد تبيع التكنولوجيا النووية لإيران في حين لا تزال إدارة ترمب تروج للقمة الناجحة للرئيس الأميركي مع زعيم كوريا الشمالية، وتقول إن بيونغ يانغ لم تعد تشكل تهديدًا نوويًا. وذكر موقع “ذي هيل” الذي يغطي أخبار الكونغرس الأميركي، أن هؤلاء المسؤولين يشعرون بالقلق من أن هذا التطور يشكل تحديًا أمنيًا جديدًا إذا ما تمكن نظام كيم من بيع نظام متقدم بإدخال تقنية الصواريخ من طراز ICBM إلى الدول المارقة مثل إيران. وقال مسؤل استخباراتي أميركي كبير إن “كوريا الشمالية ستبيع تقريبا أياً من أنظمتها العسكرية إذا كان الثمن مناسبا، وقد دفعت إيران هذا السعر مرارا وتكرارا”. وأشار تقرير “ذي هيل” إلى أن عائلة الرئيس الكوري الشمالي باعت أنواعاً متعددة من منصات الصواريخ إلى إيران. وقال مسؤول استخباراتي رفيع المستوى إن “الموضوع هو مسألة وقت فقط قبل أن تبيع كوريا الشمالية تكنولوجيا ICBM لتطوير الصواريخ الباليستية إلى إيران”. ورأي المسؤول أن إيران ستعمل على الحصول على تكنولوجيا تطوير الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية خاصة بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. وشدد على أن إيران ستكون قادرة خلال السنوات القليلة القادمة في تصميم واختبار وإتقان مثل هذه التكنولوجيا الصاروخية بالرغم من أن الأمر قد يستغرق جهداً مكلفاً طويل الأمد، لكن يمكن لطهران أن تحترم اتفاقيتها النووية مع أوروبا وروسيا والصين والتي ستنتهي عام 2025 حيث تكون قد استغلت هذه السنوات لتطوير تقنية ICBM لإنتاج سلاح نووي”.
مشاركة :