من تقاليد الإعلام الغربي مع اقتراب نهاية السنة أن يسجل أسماء أنجح رجال السنة ونسائها، وثمة قوائم كثيرة بعض الأسماء يتكرر فيها سنة بعد سنة. اخترت منها جميعاً مجلة السبت الماضي في جريدة «فاينانشال تايمز» فقد كان موضــوع غلافها نـــساء ٢٠١٤، ومع أن لا علاقة لي بالاقتــصاد وأخباره، إلا ضمن أضيق نطاق بحكم العمل، فالجـــريدة ذات صـــدقية عـــالية أقرأها كل صباح حتى لا أفضـــح جهلي الاقتصادي. كان هناك ملحق عن العالم العربي سنة 2014 ووجـــدته موضوعياً دقيقاً كما هو متوقع من جـريدة راقية، إلا أنني فــضلت أن أركز على النساء. وجدت تحقيقاً عن مارينا سيلفا، المرشحة للرئاسة في البرازيل، وكيف صعدت من درك الفقر والأمية لتصبح مرشحة لأعلى منصب في بلادها. وقرأت عن نيكولا ستيرجن، الوزيرة الأولى في إسكتلندا، وهناك مَنْ يعتقد أنها مارغريت ثاتشر إسكتلندية، والمستقبل هو الحكم. بين الصحافيات من أبطال ٢٠١٤ كان هناك الأميركية لوركا بواتراس التي فضحت تجاوزات وكالة الأمن القومي وتجسسها على المواطنين، والكندية نعومي كلاين التي تقود حملة ضد العولمة والأثرياء منذ ١٥ سنة. طبعاً مثل هذه القائمة لا يمكن أن تخلو من أسماء ميشيل أوباما الأكثر شعبية من زوجها باراك، وهيلاري كلينتون، المرشحة المحتَملة للرئاسة الأميركية عن الحزب الديموقراطي، وعضو الكونغرس ميا لوف، أول سوداء تدخل مجلس النواب عن الحزب الجمهوري. سرني كثيراً أن أجد الشابة الباكستانية المناضلة ملالا يوسف زاي في مكان متقدم من قائمة النساء، وفوزها بجائزة نوبل للسلام هذه السنة لم يترك زيادة لمُستزيد، فلا أقول لها سوى مبروك ثم أتمنى أن أراها رئيسة وزراء باكستان. جريدة «فاينانشال تايمز» والعالم كله اكتشفا المحامية أمل علم الدين بعد زواجها من الممثل الكبير جورج كلوني هذا العام. أعرف الأسرة على امتداد سنوات وعقود، وعلاقة الصداقة مع الأم بارعة، زميلتنا في «الحياة»، بدأت وهي عازبة حسناء أدارت رؤوس الشباب في بيروت، وجعلت الشاعر سعيد عقل، رحمه الله، يتغزل بها شعراً. ثمة قوائم لأشهر النــساء العربيات تصدر كل سنة، وأجد فيها دائماً الشــيخة لبنى القاســمي، وزيرة التعاون الدولي والإنماء في الإمارات العربيــة المتــحدة، وهي صــديقة عـزيزة. القوائم تضم أيضاً لبنى العليان، وهي سيدة أعمال ناجحة كأبيها الصديق الراحل سليمان، وأراقب نشاطها في مؤتمرات دولية وأعتبرها مفخرة عربية. توكل كرمان في كل قائمة بعد فوزها بجائزة نوبل للسلام قبل سنوات. وهناك زها حديد، الباشمهندسة العراقية الأصل التي صممت بعض أجمل الأبنية في العالم. كانت بنت عمها زهر معنا في الجامعة الأميركية في بيروت، ومن مجموعة أصدقاء لا تنسى. ليلى الصلح وزيرة لبنانية سابقة موقعها محفوظ في قوائم الشهيرات، ومعرفتي بها محدودة، إلا أنني لا أراها إلا وأتذكر الصديقة العزيزة أختها علياء، البنت الكبرى للزعيم الوطني اللبناني رياض الصلح، مثله في الرجال ومثلها في النساء قليل. الممثلة والناشطة السياسية يسرا في القوائم وهي عزيزة على قلبي، وهناك أيضاً صديقات ناجحات أفخر بهن مثل منى المري وبدرية البشر ومنى الطحاوي ومنى أبو سليمان. لا أقول سوى أن نساءنا مفخرة للأمة كلها.
مشاركة :