جبل القارة ومتنزه الشيباني المعروف لدى الأحسائيين «بالمشتل» مشروعان حيويان يمكن أن يقدما خدمات متنوعة للزائرين، ويستغلا في إثراء النواحي الاستثمارية ودعم عجلة السياحة الداخلية وتطوير مقوماتها في محافظة الأحساء، إلا أن ما يحيط بهذين المشروعين من بيروقراطية تجاوزت الثماني سنوات لا يعدو كونه تهاوناً وخدشاً وتشويهاً وتحطيماً لكبرياء هذه المواقع التاريخية من ثلاث جهات هي وزارة الشؤون البلدية والقروية، والزراعة، وشركة الأحساء للسياحة والترفيه (أحسانا) الجهة المستثمرة للمشروعين؛ حيث ساهم هذا التهاون في فقدان وجهتين سياحيتين بارزتين في المنطقة، في الوقت الذي يعرف فيه أن المواقع الأثرية مرصد لاهتمام كثير ممن يقدرون ما لهذه المواقع من أهمية كبرى، في حين يعتبر المشروعان أنموذجين سياحيين يستحقان أن يجعلهما الشخص مواطناً كان أو مقيماً أو حتى زائراً ضمن الوجهات السياحية في المملكة، في البلدان المهتمة بآثارها تجد أقل هذه الآثار شأناً، وأصغرها حجماً رعاية وتدليلاً لا يقتصر على الترميم والتزيين والتنظيف وشق الطرق الموصلة إلى هذه الآثار حتى لو كانت في أماكن نائية وإقامة كافة الخدمات الضرورية، وفي المقابل جهود جهات الاختصاص لدينا في إبراز هذه الآثار راوحت مكانها، ولم تستفد من التطور العالمي عن طريق كسب رساميل أجنبية تسهم في تحقيق عديد من الفوائد التقنية والتنظيمية بجانب إيجاد المنافسة النوعية والأسعار المناسبة للمواطن العادي بدلاً من أن تتعثر وتندثر مشاريعنا السياحية التي لم تجد يداً حانية من مؤسساتنا وشركاتنا الوطنية التي عودتنا دائماً على الخذلان والفشل الذريع في كل شيء، والضحية المواطن وتنمية الوطن. لم يتوقع الأجداد أن تعاني آثارهم لمجرد كسل الأحفاد وإهمالهم ترميمها، والحفاظ عليها بإعادتها للحياة من جديد، لم يعد الأمر مبرراً بعد ثماني سنوات من بلورة فكرة التطوير، فاستمرار التعثر في مثل هذه المشاريع الحيوية يضر بوجهتنا السياحية.
مشاركة :