لندن - رجح وزير التجارة البريطاني ليام فوكس أن تغادر لندن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق بسبب “تعنت” بروكسل، فيما تسعى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى حشد تأييد كبرى العواصم الأوروبية لخطتها بشأن الانفصال بعيدا عن المفوضية الأوروبية. وقال الوزير المؤيد لبريكست، في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز الأحد، إن احتمال الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق بات الآن أكبر، ملقيا باللوم على كبير مفاوضي التكتل ميشال بارنييه. و أضاف “أعتقد أن تعنت المفوضية الأوروبية يدفعنا نحو عدم التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أنه إذا قرر الاتحاد الأوروبي عدم منح الأولوية لمصلحة الأوروبيين الاقتصادية فإن بريكست سيكون بيروقراطيا وليس بريكست للشعب وبالتالي لن تكون هناك سوى نتيجة واحدة. وأوضح بارنييه في مقال نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية “إننا متفقون على 80 بالمئة من اتفاق الانسحاب”، مضيفا “لكن لا يزال يتعين علينا التوصل إلى اتفاق حول نقاط مهمة”، مشيرا خصوصا إلى مسألة الحدود الشائكة بين أيرلندا الشمالية المعنية ببريكست وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي. وأطلقت لندن قبل استئناف مفاوضات بريكست في أواخر أغسطس الجاري، حملة دبلوماسية لعرض موقفها على كبرى العواصم الأوروبية، أملا في تليين موقف الاتحاد الأوروبي الرافض لبعض مقترحاتها بشأن خطة الانفصال، فيما تصاعدت التحذيرات من احتمال انهيار المفاوضات أو التداعيات السلبية لانسحاب بريطانيا من دون اتفاق. وفي ظل التقدم البطيء في المفاوضات حول مستقبل العلاقات مع الاتحاد، أطلقت لندن حملة نحو القادة الأوروبيين مع اقتناعها بأن مخاطبة هؤلاء بشكل مباشر، وخصوصا الألمان والفرنسيين، قد تتيح إنقاذ العملية بعيدا عن المفوضية الأوروبية. والتقت ماي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة لمناقشة خطتها بشأن بريكست التي أدت إلى انقسامات في حكومتها وفشلت حتى الآن في الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي. وتمثل فرنسا بالنسبة إلى المملكة المتحدة إحدى العقبات الأساسية أمام تليين موقف الاتحاد الأوروبي في المفاوضات، وهو ما تنفيه باريس، حيث شدد الإليزيه على أن “عدم التوصل إلى اتفاق حول بريكست ليس أمرا نتمناه كشركاء”. وتحول بريكست في المملكة المتحدة إلى مرادف لقلق دائم سواء في البرلمان الذي يؤيد معظم أعضائه أوروبا ويخوض حربا ضد فكرة الخروج من دون تنازلات، أو داخل الحكومة المحافظة المنقسمة بين مؤيدين شرسين لبريكست ورافضين له.
مشاركة :